وش فيك ياسعود عقبي تغيرت وش سوت بك الدنيا بغيابـي؟ ~ سعوديه ~

وش فيك ياسعود عقبي تغيرت وش سوت بك الدنيا بغيابي؟ 2

اسعدوني بتفاعلكم ونشركم للروايه لإصدقائكم 💕.
.
.
الـريــــاض ..
احدى الأحياء الشعبيه المتواضعه جدًا ..
نزل من سيارته وفتح باب الصندوق الخلفي للسياره ونزل كراتين متنوعه واكياس عند باب البيت اللي وقف عنـده ..
انفتح باب البيت ورفع راسه عقب ماترك الكرتـون اللي بيده ونفضّ يدّينه بهدوء .. شاف ولـد عمره حوالي ٦-٧ سنين ومعه سيكل صغير قديم والواضح انه طالع بيلعب !
الولد انصدم بفرحه وابتسم من كل قلبه عقب ماعرفه : همـام ..
همـام ضحك وتقدم له ونزل لمستواه وبحنّيه وهو يمسح على رأسه قال وعيونه تنتقل بين عيون الولد بطيبه : هالله هالله همام بحد ذاته .. بابا موجود ؟
الولد هزّ رأسه بإيجاب : ايه تبي اقول له انك جيت ؟
همام وقف وتنـهد : قول له ياشاطر
دخل الولد وثواني وجاء ومعه ابوه اللي سلم على همام بحراره وحاول يقلّطه لكن همام رفض بحجة ان عنده شغل مُستعجل وان المره الجايه ان شاء الله بيتقهوى عنده ..!
الرجـال بإحراج عقب ماشاف الكراتين : مدري وش اقول والله .. احرجتني بكرمك صدقني ماراح ننساه الله يجزاك خير من واسع فضله انت انسان عظيم ..
همام ربتّ على كتف الرجال بهدوء وبإبتسامه خفِيفه على ثغره نطق : اعتبرني اخوك الصغير ولا يهمك متى مااحتجت شي رقمي عندك ..
الرجال : الحمدلله انت ماتقصر كل شهر تجيب لنا مؤونة ومانحتاج عقبها شي .. لولا الله ثم انت صرنا بحالة مايعلم بها الا الله ..
اكتفى همـام بالإبتسامه وتراجع خطوتين يهمهم للرحيل : يالله فمان الله اسلم عليكم ..
ركب سيارته ومشى تحت نظراتهم واول ماراح نادى الرجال عياله الثانيين يساعدونه يدخلون الاغراض .. جاءوا يركضون بفرح ويشيلون الاغراض بحماس وعيونهم تلّـمع بسعـاده ..
الرجال برضى وبينه وبين نفسه قال بإمتنان : ياكبر أجرك ياهمـام ..
.
.
همــام ~
مافارقـت الإبتسامـه ثغره ويحمد ربه بين كل نفس يتنفسه .. اخذ نفس بعمـق وخطرت على باله الفكره اللي تتراوده من سنين لكن الخوف دايم واقف بطريقـه !
رغم انه واثق بيجي اليوم اللي يرجع للديـره .. ويتمنى يلقى سعود ينتظره ويستانس لرجوعه .. لكن ذكرى ذاك اليوم اللي تغير بعده كل شيء وانحرم من اعز اصدقائه غصبًا عنه ماهو برضـاه ما راحت عن بالـه !
تمنى يقدر يتواصل مع سعود لكن شاء الله ان يقطع بينهم اي تواصل من اي طريقه ..
.
.
يوم جـديد عند سعود و وطـن ..
قامت وطـن قبل سعود وجهزت الفطور والحليـب ..
واول ماقام اتجهت له بإبتسامه وبكل حنّيـه وهي تضحك بحُب : ياصباح الخير يا اهلي انت ودنياي ..
ضحك بخفه وهو يمسح وجهه بدون شعور وتركها يركض متجه للحمام الله يكرمكم ..
طلع من الحمام وجلس عندها وينطق بحماس : حليب حليب
صبّت له حليب ومدّته له واخذه وتفاجأ من حرارته وتركه بألم وهو يفرك اصابعه : حار يا وطن حار عورني
مسكت يده بسرعه تنفخ عليها بنـدم : ياقلب وروح وطن انت جعله فيني ولا هو فيك .. اسفه اسفه
ابتسم : عادي بس ماتعيدينها؟
ضحكت من بين دموعها وهزّت رأسها بإيجاب : ولا مره .. الله يحفظك لي ..
سعود اخذ نفس بزعل : كل يوم كل يوم يقولون لي الله ياخذك لا تجي عندنا .. انا طفشان دايم وين اروح طيب حتى حتى الرجال يضربني بالعصا وتعورني انا ماسويت لهم شي ..
تنهدّت وطن بحزن : يادنياي هم اطفال ماعليك منهم والرجال لازم نحترمه هو اكبر منا واذا شفته مره ثانيه اهرب طيب ؟ وبالنسبه للعب انا وانت نلعب كوره بالحوش شرايك؟
اندهش لكن عجبته الفكره : والله؟
هزت رأسها بحماس : ايه والله
.
.
الريـاض ~
همام ... كان جالس على طرف سريره يهز رجله بارتباك وعيونه على جواله .. رن ومسكه ورد على المكالمه بسرعه بتـوتر شديد : هلا وعليكم السلام .. بالله عليك ؟ متأكد ؟ طيب عرفتوا اخباره ؟ ماتدرون؟ طيب الله يعطيكم العافيه ماقصرتوا ..
ترك جواله وتنهّد بعمق وبلل شفايفه بضيقه ونطق وكأن عنده احد يسمعه : اليوم بإذن الله بشوفك ياسعود .. والناس ماعليّ منهم .. انا همام ومااخطيت على احد بحياتي واللي بيفتح فمه بكلمه انا اعرف كيف اتصرف معه ..
.
.