وش فيك ياسعود عقبي تغيرت وش سوت بك الدنيا بغيابي؟ 26

1.4K 68 2
                                    

.
.
منتصف الليل ~~
تأكدت وطن ان سعود نايم وطلعت من غرفته بكل هدوء ونزلت تحت وهي تتلفت يمين ويسار وتدعي ان مافيه احد بالمطبخ ..
دخلت المطبخ وعدلت نقابها بحذر وهي لازالت خايفه ان احد يجي .. جهزت لها اكل على السريع ووقفت فجأه وهي تحس بصوت خطوات قريبه وصوت احد يتكلم !
عقدت حواجبها وبهمس منخفض : هذا صوت عامر غريبه توه يجي !
عامر واقف عند باب المطبخ ويكلم بالجوال وعيونه تدور بالانحاء بحذر وهو يتكلم بصوت واطي : ابشر مثل ماطلبت ، راح اكون وسواس قهري لهاني وراح يندم انه تماطل معك ، ماراح تندم انك شغلتني عندك وراح اسوي اللي ماسواه هاني وبتشوف !
وطن عقدت حواجبها من كلامه ونبرة صوته الغريبه وبلعت ريقها بخوف : وش عنده ذا ؟ والله ماينوثق فيك ياعامر من يومك !
تخبت بعد ماحسّت فيه يدخل ويفتح الثلاجه وياخذ مويا ويطلع بدون مايلاحظها .. تنهدت وحست انسدت نفسها من الاكل وجلست فوق الكرسي وهي تفكر بقلق .. بعد تفكير دام دقايق قررت تقول لهمام بكره قبل يكبر الموضوع ! 
بدون اي مقدمات دخل همام المطبخ وهو على جواله مركز .. مالاحظها وهي تمنت الارض تنشق وتبلعها ولا تنحط بهالموقف معه مره ثانيه !
همام ولازال مو ملاحظها قال وهو معقد حواجبه وعيونه على جواله : اخخخخ ياسعود وش سوت بك الدنيا بغيابي
وطن بدون شعور نطقت : قست عليه
فز همام ولف لها وتوسعت عيونه : بسم الله ، وش تسوين هنا ؟
وطن باحراج سكتت وهي تتمنى تركض لجناحها وتفتك من هالشعور وهالاحراج !
حس همام بان كلامه ماله داعي وندم وبلل شفايفه : اقصد ماانتبهت لك ، معليش خذي راحتك
وطن ماردت وهمام اخذ نفس وهو متردد يقول لها ولكن قرر يقوله ويفتك من الحاجز والتردد : وطن
وطن بهمس : نعم
همام رجع خطوتين ورا وقفل جواله وحطه بجيبه وبهدوء بعد ما سند ظهره على الجدار : كنت افكر بشيء وودي اني اسالك واخذ رايك ، للعلم ان هذا الشيء هو الحل الانسب لاستمرارية علاج سعود بالطريقة الصحيحه والاكيد راحتك في هذا البيت بدون اي مانع بوجودي !
.
.

وطن عقدت حواجبها من كلامه ومافهمته وبهمس : مافهمت وش تقصد
همام سكت ثواني وهو لازال يفكر كيف يوصل لها المعلومه وهو متردد جدا .. بلل شفايفه لا إراديا : انتِ تبين سعود يتعالج صحيح ؟
وطن : اكيد
همام هز راسه وهو يحاول مايناظرها : وش ممكن تسوين عشان سعود يتعالج ؟
وطن مستغربه منه وبتوتر : ابيع الدنيا عشانه
همام ماقدر مايبتسم : طيب
وطن زاد عندها التوتر وبخوف : اذا خلصت كلام انا بروح
همام : اصبري
وطن سكتت وهي تهز رجلها بتوتر وقلق وبدت تحس بهبوط من التوتر الشديد اللي تحس فيه !
همام لازال مو قادر يقول لها .. شدّ على قبضة يده وبدون مقدمات قال : تزوجيني
.
.
هاني ..
جالس في غرفة الانتظار وعيونه تناظر فراغ وقلبه مُبعثر جدا وعقله مشوش .. وكل افكاره تداخلت وافعاله السيئه تتراكم عليه وتزيد عليه الوجع .. غمض عيونه وطاحت دمعته وشهقه طلعت منه بدون شعور .. تعدل بجلسته وهو يحس بشخص يدخل ويجلس قدامه !
مسح دموعه بأطراف يده وهو يتلثم بشماغه وبهمس بينه وبين نفسه وهو يحس بنعاس : عيني تبي تشوفك بخير ماتبي تحسك ياوسن !
( معنى اسم وسن ؛ النعاس )
دخلت الممرضه وبهدوء : اخ هاني ؟
رفع راسه بسرعه : هلا ؟
الممرضه بابتسامه : احب ابشرك ان وسن تعدت مرحلة الخطر واستقرت حالتها الان وبامكانك تروح للبيت وبكره ان شاء الله يمديك تشوفها
انصدم وتجمّد بمكانه ماهو مستوعب وبدون شعور منه قام وسجد على الارض بعد ماكبّر سجدة شكر وسالت دموعه وبهمس وهو ساجد : سحبان ربي الاعلى ، سبحان ربي الاعلى ، سبحان ربي الاعلى ، الحمدلله الحمدلله الحمدلله
قام وهو لازال تحت تأثير الصدمه وجلس ثواني يستوعب وتنهد براحه ورجفه .. بلع ريقه ومسك جواله يتصل على امه اللي كذّب عليها وقال ان صديقة وسن تعبانه ووسن راحت عندها ونست جوالها عنده !
دق على امه وهو يحاول يكون طبيعي ومايحسسها بشيء .. ردت عليه على طول وبهدوء قال : ارحبي يمه هاه نمتي ؟
ام هاني بقلق : لا والله ماني مرتاحه منكم
هاني وهو طالع من المستشفى : افا وليه كل هذا ؟
ام هاني تنهدت بضيق : مدري والله ، انت متى تجي ؟
هاني شغل سيارته ومشى : جاي بالطريق ، ماعليك يمه ارتاحي ولا عليك من شيء لا تصيرين خوافه
ضحكت بخفه : ابشر وانا امك
.
.

وش فيك ياسعود عقبي تغيرت وش سوت بك الدنيا بغيابـي؟ ~ سعوديه ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن