.
.
.
وقف قدام الغرفه وبقى يناظر الباب بشرود وكأن العالم كلّه توقف... وهدوء اجتاحه وماصار يسمع الا صوت ضحكها وسوالفها ، كيف بلحظة صارت بين الحياه والموت اغلى انسان على قلبه الا كل قلبه !
همس بضيقه وكان الحكي ثقيل على قلّبه : ماني مصدّق
تقدم خطوتين ببطء وهو يحاول ياخذ نفس ويمسح على وجهه ، مسك مقبض الباب وفتحه وعيونه تنتقل بالغرفه ، طاحت انظاره عليها وجمدت ملامحه من منظرها اللي قشّعر جسمه ولوهله كذّب ان هذي وسن !
كانت مستلقيه على السرير وكأنها جسد بلا روح !
والاجهزه حولها اللي صوتها انتشر على مسامعه اول مادخل والاكسجين على خشمها والاسلاك الكثيره اللي يجهل وظيفتها ! لكن يدري ان وسن حالتها مو زي اي حاله ، لهالسبب !
دخل ولازالت انظاره عليها ووقف يتأملها ، تمنى انه بحلم وقتها ويقوم يلقاها فوق راسه تحاول تصحيه ، غمض عيونه يستجمع نفسه ويقويها ، مسك الكرسي وقرّبه عند السرير وجلس عندها ومسك يدها وحسّ ببرودتها وتوسعت عيونه بصدمه وحاول يرفع اللحاف يدفيها اكثرّ!وبمجرد ماتأملها أكثر غرقت عيونه بالدموع ، لف على صوت الدكتور اللي دخل عليهم : هاني
قام ومسح دمعته لا إراديا : هلا دكتور
الدكتور : كيفك ياهاني ان شاء الله بخير ؟
هاني ماهو بخير ابدا لكن جاوب بهمس : الحمدلله
الدكتور تنهد : ادري ان اللي صار ماهو سهل لكن لازم ترضى بقضاء الله وقدره ، والحمدلله انها تعدت مرحلة الخطر وبإذن الله حالتها تتحسن اكثر واكثر ، وسن قويه وانا متأكد انها راح تصحى وتتشافى بإذن الله تعالى ، خلك قوي وتحمل وهي اكيد تحس فيك وبوجودك ، لازم تكون اقوى !
هز رأسه هاني وهو يناظر يدّينه اللي يفكرها بدون شعور منه : بإذن الله
الممرضه تقدمت تتفحص وهاني رفع انظاره يناظرها وهمس بقلق : شفيها؟
الدكتور ابتسم : ولا شيء ياهاني ، انت تعال معي برى بكلمك شوي
تنهد هاني بضيق وناظرها للمره الأخيره وطلع ورى الدكتور وهو ماهو مرتاح نهائيًا.
.
.
.
جبر~~
يمشي بالممرات متوجه لسعد بكل هدوء ، اخذ نفس ووقّف ومسك جيبه وطلّع جواله اللي يدق وكانت سدن ، رد ببرود : نعم ؟
سدن كشّرت : نعامه ترفسك قل آمين ، ماعلينا ماابي اكثّر حكي معاك بس حبيت اقولك ان الليله بتوديني انا وصديقتي للمول طيب يالله مع السلامه .
جبر عقّد حواجبه : لا والله ؟ ومن قالك انك بتروحين اصلا عشان اوديك انتِ وصديقتك ذي ؟
سدن بصدمه : الا بروح خير
جبر ماهو فاضي لها ، وبقلة صبر : اقول انثبري وخلّي عنك الروحات ، وقولي لصديقتك ذي تجيك البيت ابرك لكم احمدي ربك واي شي ناقص ارسلي لي اجيبه.
قفّل قبل يسمع ردها وهز رأسه بأسى وقبل يكمّل طريقه شدّ إنتباهه صوت مو غريب عليه ومشى ببطء لمصدر الصوت واول ماقرّب عرفه واحتدت ملامحه من الحديث اللي يدور بينهم !
هاني بحقّد وهو يكلّم بالجوال : مو عشاني صرت اشتغل معك تحسب نفسك مسكّت علي شيء ! تدري انك بفعلتك هذي لعبت بالنار ، انت ماعرفتني للحين ولا عرفت بالضبط وش ممكن اسوي اذا تأذى احد من اهلي وبما انك بديت الحرب اقدر اقول بصفتي محامي انك بتخسر وان اللي بيفوز ياموكّلي الخفيّ انا !
الشخص ضحك بصوت عالي ضحكه استفزت هاني ، وبسُخريه قال وهو يلّعب بالقلم اللي قدامه : والله وطلع لك لسان ياهاني ، صرت محامي حقيقي الحين يعني وتخاف ربك ؟ ولا بس عشان اختك حقدت علي ؟ وبعدين انا ماخصلت منك باقي لي شغل معك ولا نسيت ؟ خل عنك الدلع شف اختك طيبه ومافيها شيء وبكره تقوم صدقني .
هاني سكت ثواني يستجمع قواه عشان يرد عليه ومايضّعف : متوقع اكمل اشتغل معاك ؟ على اي اساس؟
ماجاه الرد واستغرب وناظر جواله الا المكالمه جاريه ورجعّ الجوال لإذنه ينتظر رد لكن بلا رد !
شاف الممرضه تركض وتمرّ من جنبه وتدخل غرفة وسن ، ارتخت ملامحه وبرعب همس : وسن
مشى يركض ودخل الغرفه ولازال الجوال بإذنه من الصدمه ، مسكته الممرضه وطلّعته وبقى واقف ماهو مستوعب اللي صار ووش اللي صار لوسن بالضبط !
جاه الرد اللي رجف قلبه وقشّعر جسمه : على هالأساس ياهاني ، لا تحسبني مُغفل ولا تتهور بدون ماتفكّر بالعواقب.
.
.
أنت تقرأ
وش فيك ياسعود عقبي تغيرت وش سوت بك الدنيا بغيابـي؟ ~ سعوديه ~
Romanceشافه بعد سنين متّغير وكأنه شخص ثاني! وش غيّرك ياسعود ليه ترجف وخايف؟ ليه احسّك رجعت طفل وش صار لك بغيابي ؟ حسابي في الانستا ( illdoit4me ) . . جميع الحقوق محفوظة ~~ من تأليفي