وش فيك ياسعود عقبي تغيرت وش سوت بك الدنيا بغيابي؟ 17

3.4K 125 27
                                    

.
قام هاني ومشى اتجاه جبر بكل برود وثقّه وعلى ثغره ابتسامه مُستفزه !
جبر وقف قدام هاني وعينه تشع شرار وهمس بخفيف وهو بالقوه ماسك نفسه لا يهجم عليه : انت صاحي؟
هاني نظاره ثواني وهز راسه بأسى : تؤ تؤ تؤ ، تصدق انك تحزن؟ يعني تنتظر سعد يقوم عشان تاخذ إفادته وتبرئه وتقفل على القضيه وترتـاح ، مسوي بتاخذ مكانة ابوك؟
جبر سكت ثواني وشدّ على قبضه يده بصبّر : بالضبط ابي اخذ مكانة ابوي ، وبعلن براءة سعد وبخليك تعفّن بالسجن صدقني بتعضّ اصابعك ندم ، لا تتوقع انك بتفوز .. هاني الفوز بأسمي لا تنسبه لك !
هاني بلل شفايفه بقهر حاول يكتمه : افهم من كلامك انك ماراح تستسلم؟ طيب طيب من اليوم ورايح بكون كابوسك واللي بيندم انت ماهو انا !
جبر ضحك بسُخريه : ماتخاف على عمرك انت؟
هاني ابتسم واخذ نفس وشتت نظراته بعيد : لا ماني خايف على عمري ، طيب انت خايف على اختك؟
ارتخت ملامح جبر ورجف قلبه ولا شعوريًا لف لطاولتهم وانصدم وهو يشوفها فاضيه ، توسعت عيونه ولف لهاني المبتسم بخفيف وسرعان ماركض يدورها بأنحاء المكان وهو يحاول ينفي اللي يدور براسه !
عند سدن اللي راحت مع حرمه تساعدها تلقى ولدها الضايع وماسكتها تهديها والام تبكي بحرقه مو قادره تمشي من صدمتها !
سدن بغصه : خلاص ياخاله يلقونه لا تخافين
الام خارت قواها وجلست بالارض وسط الناس تبكي بكل مافيها ويدها على قلبها : اههه وليدي وينك اههه ياقلبي
سدن بكت وهي تمسح على ظهرها وعيونها تنتقل من بين الناس تدوره على حسب وصف امه له ، عمره ٥ سنين لابس ثوب ابيض !
جبر يركض بدون شعور ويده على راسه ، استغرب ناس متجمعين وطاحت عنيه عليها وركض لها ومسكها وجرّها بعيد عنهم وهمس بغضب ممزوج بخوف : وش تسوين هنا؟
سدن فلتت يدها ومسحت دموعها : فيه وحده ولدها ضـايع تكسر الخاطر
جبر تنهد براحه ومسك يدها ومشى تحت محاولتها بالافلات وهي تقول بدموع : تكفى جبر اتركني بروح لها
جبر مااهتم لها وشد على يدها اكثر !
هاني هز رأسه بأسى وعيونه عليهم وهم يمشون وهمس بينه وبين نفسه : الاخ الحنون ، لو مالقاها وش بيسوي ؟
رجع للطاوله ووسن على طول نطقت بتساؤل : وش السالفه؟
هاني تأفف بملل : مُعجب ، تعرفين اخوك مشهور وكذا
وسن كشّرت : الثقه الثقه ، لا بالله من ووش عنده؟
هاني رفع حاجب : شعليك؟ اشربي اشربي قهوتك اللي ماتنذاق واخلصي علي وراي اشغال !
وسن ضحكت وارتشفت من قهوتها : والله بالبدايه كنت مثلك مااتقبلها بس مع الوقت حبيتها جربها ياخي !
.
.

سعود ..
كان جالس في الحديقه بعد ماقام من غفوته البسيطه ، وقدامه على الطاوله كوب حليب .. وعيونه تناظر فراغ عكس داخله المكركب .. كان يرجف رغم انه مايحس بالبرد! غمض عيونه وسند ظهره على الطاوله بهدوء وضمّ نفسه .. جت وطن وابتسمت اول ماشافته وجلست جنبه وفز بعد ماحس فيها ولف لها .. وطن بلعت ريقها وعيونها بعيونه ، نطقت بخوف : يعورك شي؟
سعود هز راسه بلا وتعدل بجلسته ، ناظرها بتفكير ونطق بدون مقدمات : لو سعد عايش كنا غير عن الحين صح وطن؟
وطن جمدت وحست بضيق : انت متضايق ؟ مو عاجبك الوضع؟ ودك نرجع البيت؟
سعود رفع كتوفه وناظر كوبه : مدري احس اني اشتقت له قوه ، بس اني زعلان على نفسي ياوطن ودي ابكي بس فيه شي يمنعني مدري ليه
وطن مسكت قلبها وحاولت ماتخوّفه : ارتاح حتى انا فيني نفس الشعور ، اهم شيء لا تضايق روحك اكثر يكفي ياروحي
تنهد سعود بعمق ولف لها وابتسم بخفه : شرايك نروح البقاله برجولنا؟
بادلته الابتسامه : قدام ، يارب فيه بقاله قريبه
سعود قام ومشى وهو يقول بحماس بسيط : بروح اسال همام
.
.
همام ..
كان جالس في مكتبه وقدامه الاوراق وبيده قلم يلعب فيه ، مشغول باله بسعود ومافيه شيء ثاني شاغل باله غيره ، عقد حواجبه من اللي فتح الباب وثواني وابتسم وهو يشوف سعود يدخل ببطء وعيونه تنتقل بأنحاء المكتب .. قام واتجه له بابتسامه واخذ نفس وهو يوقف قدامه ، نطق بحنّيه وعيونه عليه : لا وجهك الحين يقول انك طيب ، صح ياسعود ؟
سعود هز راسه بهدوء وهو مايل بفمه : ايه ماعلي اصلا ، ابي اروح للبقاله مشي مع وطن لا تعيي لان انا ابي اروح
اتسعت ابتسامة همام : اكيد تقدرون تروحون ليش اعيي؟
سعود رفع كتوفه وشتت انظاره : مدري عنك انت نوب كذا ونوب كذا
ضحك همام بصدمه : افا عليك بس سو اللي تبي لا تشاورني
سعود يناظر الارض : فيه بقاله قريبه من هنا؟
همام هز راسه وبلل شفايفه :  ايه فيه بقاله قريبه وابخلي السواق يروح معكم شرايك؟
سكت سعود وهز راسه بخفه وطلع تحت نظرات همام اللي يراقبه لين اختفى ، تنهد وهو يطلع جواله يتصل على السواق !

وش فيك ياسعود عقبي تغيرت وش سوت بك الدنيا بغيابـي؟ ~ سعوديه ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن