الفصل نازل هنا من يوم الخميس ومس عارفة المشكلة فين
لذلك هعيد نشره تاني
قراءة ممتعة
الغصن الخامس
في منزل نُصير أل غانم،
انتهى العشاء الذي كان كارثيًا بكل معنى الكلمة، فكانت مـرام هي الضيف المنبوذ على طاولتهم التي غاب عنها نُصير، رغم حرص السيدة فاطمة على جعل فاتن ومـرام في راحة وأُلفة، إلا أن أولادها قابلوا وجودهما بجفاء وصمت يكادان يصلان للامبالاة ولم تكن مـرام في حالة تسمح لها بالحرج أو الحزن من جفائهم.
كانت في عالم الشرود واللاوعي، عقلها يسترجع كلمات نُصير وتربطه بالعلامات والدلائل، تقلب في دفتر الماضي وتُخرج منه الشواهد التي ناصرت أقاويل نُصير، وزادت من حدة الوحشة في قلبها.
تربط الخيوط ببعضها وتُكمل لوحتها الناقصة بأُحجياتٍ اختلطت بدم الخيانة والغدر، طُعنت غدرًا ألف مرة دون أن يُشفق عليها أح، وها هي تتلقى عقاب جهلها.
لم يتوقف عقلها عن التفكير حتى حينما أوت للفراش مع فاتن واضطرت لتمثيل النوم؛ كي لا تحاصرها فاتن بأسئلة لا قوة لها كي تُجيب عنها، فأغمضت عينيها الساخنتين وتركت عقلها يسترجع أول لقاء مع فايز «قبل ثلاثة أعوام».
-عـــودة لوقتٍ مــضـى،
تنفست الصعداء حينما انتهت من دوامها في المركز الطبي الذي انتسبت له فور انتهائها من دراسة التمريض، تستيقظ باكرًا لتباشر تدريبها في المركز ولا تعود إلا قرابة صلاة العشاء وما ان تصل لمنزلها وتتناول عشائها تسقط في نومٍ عميق حتى قِبيل صلاة الفجر، ويستمر يومها على هذا المنوال منذ أن انتهت من دراستها وبدأت تتدرب كي تمارس مهنتها.
ولكن بدى يومها مختلف بداية من المركز الطبي الذي كان رأسًا على عقب منذ وصولها وهي ترى الجميع يتحدثون عن طبيب " المدينة" المنتسب لمركزهم، ولم يكن كـأي طبيب قبله، بل طبيب شاب وسيم استطاع إدارة الرؤوس له وخاصة الممرضات، العازبات منهن، فـكان كل شيء حولها مُربك وغير مستقر كالعادة، انتهاءًا بوالدها الذي هاتفها قبل انتهاء موعد عملها يسألها متى ستعود للمنزل، وسألها لمَ لا تستأذن وتأتي قبل ساعة انصرافها؟!
ولكن اختفى تساؤلها وارتفع محله الدهشة حينما استقبلتها شقيقتها فاتن في مدخل بيتهم الصغير، وصارت تقفز بحماس مكتوب وهي تُمسك كفها وتغمغم:
-(مـــرااام، لن تصدقي من عندنا في الداخل، لا أصدق أن بلدتنا تُثمر أخيرً. ا)جعدت جبينها المرهق وهي تخلع حقيبتها عن ظهرها وتتأوه بألم:
-(كفاكِ ثرثرة يا فاتن، أود أن اتناول عشائي وأرتاح.)-(مـرام، أقول لكِ أن عندنا ضيف بالداخل، شـاب وسيم جدًا ويتحدث بذوق وأدب كأولاد الناس، وملابسه يا مرام أنيق بشكل لا يصدق، حتى أنه..)
أنت تقرأ
(غصونك تُزهر عشقًا)
Romanceيناديها يا حفنة العسل فيسيل الحب في قلبها حارًا غصونك تُزهر غشقًا الرواية الأولى في سلسلة (لعنة تسمى العشق)