(الفصــل الســـادس والعشـــرون)
................................................
وأمــــرُ ما لاقيـــت من ألـــم الهــــوى
قــــــرب الحبـيـــب وما إليــه وصـولكالعيـــس فـــي البيداء يقتلهـا الظمــا
والمـــاء فـــــوق ظهــورها محمـــــولكانت تتحاسى النظر له بعد خروجهما من قسم الشرطة خاصة بعد تهديدها المباشر لأميرة، ظلت الأفكار تتقافز أمام عينيها دون أن تتفوه بها علنا أمامه لعدم ثقتها بها
ظنت انه سيمنعها، او سيتأثر من حديث شقيقته أو حزن الدته وصمتها، ولكنها تفاجأت من ردة فعله وهو يقبض على كفها بقوة ويسألها بوجه جاد حمل الجدية مع الغضب المكتوم، وقد نجح في قراءه تلك النظرة الأليمة في عمق عينيها.. لقد استطاع رؤية ارتعاشها الأولى اثناء رؤيتها لأميرة.
علم أن مرام الجديدة لا تتأثر بسهولة ولا تخاف ابدا، وتلك القوة مع الخوف وليد اللحظة جمع بين امرأة جديدة وبقايا امرأة ظن أنها لن تعود.. فتمتم عقب خروجهما من مكتب الضابط الذي استمع لها اثناء ادلاء شهادتها بالواقعة التي حدثت قبل اشهر ..
-تذكرتي ما حدث !كانت تنوي أن تخفي عودة ذاكرتها كي لا توتر علاقتهما مره أخرى, ولكن الان هي اختارت أن تبني حياتهما الاتية على الصراحة, لا مزيد من الكذب واخفاء الحقائق, لا وجود للألاعيب بينهما,
لقد اختارت أن تكون مرام القوية والحنونة, مرام التي لا تعرف للكذب طريق, لذا التفتت له وحدقت مليا في وجهه الواجم قبل أن تغمغم بإيجاب...
-(نعم لقد تذكرت كل شيء يا نصير)ظنت انه سيعود لطبيعته القديمة, او سيعاملها بجفاء, او حتى يبدي أي ردة فعل باردة, ولكنها حقا تفاجئت من حركته السريعة التي شتت كل تفكيرها وحصرتها في زاوية الحيرة والحب في ان واحد
فقد جذبها لأحضانه يضمها بقوة ويقبض عليها كقشة النجاة
وكأنه هو الذي تعرض للضرب والمرض ونسي كل شيء
وكأنه هو الذي خُذل وكُسر وعاش الجرح بنفسه
كانت مذهولة وهي تراه في هذه الحالة، يعانقها بقوة ويتمسك بها وكأنها ستتبخر في أي لحظة
لحظات ورفع أنامله يمسح على شعرها وهو يهمس بصوت مهدج متأثر مما سمعه في شهادة ادلاء أقوالها...
-كيف عشتِ كل هذا وحدك.. أين كنت أنا أين !!تأوهت وقد لان قلبها ورقت مشاعرها على حاله، كانت ترى انفعاله المكتوم وهي تسرد ما حدث معها، تذكر كل المرات التي هددتها أميرة وسبتّها في شرفها وعِرضها ألف مره، سردت يوم الحادث وما جرى له من ضرب مبرح واهانات وألم، وبالأخير ذكر أحد الرجلين اسم أميرة أنها تبلغها سلامها وتوصل لها رسالة.
تنفست بصعوبة وهي تربت على ظهره المنحني لها، تمسح على رأسه بحنان وهي تهمس برقة مرام القديمة وحب الجديدة....
-(كنت تحميني بطريقتك ولم تتصور قبح أفعالها)كانت تبرر له تقصيره الغير مغفور، لم يغفر لنفسه أنها ضُربت في نصف داره وهي على ذمته.. لن يغفر تقصيره حتى لو حاولت تجميله وتزيينه بالورود
مهما حاولت القول أو التبرير لا شيء سيغفر ذنبه
رفض تبريرها وهو يبعدها عن أحضانه ويمسح على وجنتها برفق منفعل ظهر في صوته الغاضب المكتوم...
-(كنت أعلم أنها الفاعلة ولكن لم أملك دليل، كنت عاجز عن زجها بالسجن وأنا لا املك دليل إدانة واحد.. ياحبيبتي كيف تحملتِ كل هذا)
أنت تقرأ
(غصونك تُزهر عشقًا)
Romanceيناديها يا حفنة العسل فيسيل الحب في قلبها حارًا غصونك تُزهر غشقًا الرواية الأولى في سلسلة (لعنة تسمى العشق)