الفصل الثامن والعشرون ٢

8.6K 341 79
                                    


   (امسحي بالغنج ذقني...إنني بالحب أبني القدر❤️)
             ............................................

لم تكن في أفضل أحوالها في الأيام التي مضت كالدهر وخاصة في اللحظة التي كانت تبكي وترثي نفسها أنها ستتزوج رجل لا تريده.. لتتفاجئ من شقيقتها أنها مخطوبة للرجل الذي تحبه.. هكذا فجأة!!
لقد ظنت نفسها خطيبة ربيع لعدة أيام طويلة، لقد كانت تبكي بلا توقف وترفض مجرد الحديث عن الأمر، فقد تعبت من الجدال والعناد والتمرد.. وكادت تستسلم
إلى أن صرخت فيها مرام مذهولة ذات ليلة...
-(كل هذا البكاء لأنك مخطوبة لعبد العزيز، لقد خلتِ أنكِ ستطيرين فرحًا.. ولكن بكائك ورفضك للحديث يقودني للجنون أنا ووالدك)

حينها رفعت وجهها مصدومة وهي تحدق في شقيقتها بغرابة، وكأنها نبتة برزت من الأرض فجأة
لتضح الرؤية بعدها، أنها خُطبت لعبدالعزيز، وليس ربيع
وأنها فهمت كل ما حدث بطريقة خاطئة تثير الضحك منها
ولكن علمها بهوية خطيبها لم تزدها إلا صمت وحزن
كان عقلها يضج بألف سؤال لعبدالعزيز، ما السبب الذي دفعه فجأة لخطبتها.. وما الذي قلب الأوضاع بهذا الشكل العجيب.. وكيف أقنع والدها.. بل وما غرضه من الزواج منها ؟؟؟
كانت اسئلتها المعلقة بلا اجابة تقودها للجنون، فما كان منها الا الصمت الطويل، وعدم ظهور أي حماس على وجهها مع اقتراب قدوم عبدالعزيز مع عائلته.

تخلل شرودها صوت حنون يصحبه لمسة ناعمة على خصلاتها الفاحمة...
-(ما بكِ شاردة الذهن.. هل لازلتِ على أوهامك أن خاطبك هو ربيع وليس عبد العزيز؟!)

ليت الأمر فكاهة مضحكة كما اراها شقيقتها
ليتها تنظر للأمور من الزاوية الصحيحة بدلا من رسم خيالات وردية لا أصل لها
لقد عانت الفترة الماضية بسبب عبدالعزيز، عانت لدرجة أنها قررت تجاوز حُبه ونزعه من فؤادها نهائيًا وترثي حبها الأول... ولكن الان وفجأة يصبح هو خاطبها، بعد كل الأسى والظلم الذي شعرت به !!
تنهيدة طويلة حملت ما فيها ما أرقٍ وسُهد....
-(إلى الان لا أصدق فعلا.. حتى أنني لا استطيع مجاراة هذا الجنون)

نبرتها الواجمة جعلت ابتسامة مرام تنقشع
لقد يأست من فهم حالة شقيقتها.. صمتها وحزنها، أرقها وكأنها تحمل الجبال فوق صدرها، كلها كانت علامات لا تنذر بأي خير بالنسبة لفتاة خُطبت قبل أيام...؟؟
امسكت كف فاتن وتأملت وجهها الشارد مغمغمة برفق...
-(ما الذي تقصدينه يا فاتن !)

أشاحت فاتن وجهها، تخفي عنها كبريائها المجروح من الرجل الذي أحبته من كل قلبها، تخفى الفراغ الذي سكن روحها فجأة بعد علمها بأنه سيصير زوجها
أي زوج هذا وقد سخر من مشاعرها، دعس قلبها بقسوة
ومزق ثقتها فيه بخداعه وجبروته في مواجهتهم الأخيرة
تمتمت مختنقة وهي تحاول طرد الدمع من عينيها...
-(لا أريد الزواج منه.. لا اريد أن اكون خطيبته)

شهقت مرام مذهولة وهي تسمع الاعلان الغير متوقع من شقيقتها التي كانت تهيم حبًا في ذاك المحامي الهادئ
فقالت بسرعة غير تصديق وهي تتحسس جبين شقيقتها..
-(مـــاذا ؟؟ فاتن هل الصدمة جعلتكِ تفقدين عقلكِ ؟!)

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 20 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

(غصونك تُزهر عشقًا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن