الفـــصل الثامن والعشــرون
كيف انقلبت أوضاعهم بهذا الشكل !؟
تبدو عائلتهم في حالة فوضى عارمة، والدتها في السجن بتهمة التحريض على القتل، فراس في حالة جنون ويحاول ايجاد حلول سريعة تخلص والدتهم، فيدرا في حالة نفسية صعبة تحول بينها وبين دراستها ومتابعة حياتها بشكل طبيعي كما كانت.... ووالدهم في عالم أخر بالتأكيد.. نعم تتلقى الدعم من رجال العائلة الذين ثاروا على نصير وأسرته بسبب سعيه لسجن أميرة، ولكنه لا يأبه بأي شيء.. يبدو أن تلك الساحرة مرام استطاعت تطويعه بكل سهولة ليكون عبدا لرغباتهانُصير عبد لرغبات أحد ؟؟
جعدت جبينها بغير تصديق، كيف تحول ابن عمها بهذا الشكل.. كيف نمى العداء بينهم ليكون عدوا لا حليف بين ليلة وضحاها.. نصير وفراس اللذان لم يفترقا منذ الصغر
الان أصبحا غريبان!!
انتبهت على يد فيدرا التي مسحت على ظهرها بحنان رقيق.. رفعت نظرها لشقيقتها الدامعة بشكل يؤلم القلب
لطالما كانت فيدرا قادرة التأثير على المشاعر من خلال وجهها الشفاف الذي يعكس شعورها في هذه اللحظة
فيدرا الحنونة التي لم ترث الحنان من والدتها أو حتى منها.. كان جميع من بالمنزل ذو كبرياء عال وقسوة غير خفية.. الا فيدرا
عادت تميل رأسها بين كفيها وهي تحسد شقيقتها سرا
لو كانت بمثل رقة أو حنان فيدرا، لكانت قادرة على الحفاظ على عنان.. لو كان قلبها أرق لما كانت هنا الان
تواجه كل هذا وحدها دونه.
ولكنها مع الأسف كانت نسخة من والدتها القاسية
قاومت الزفرات الحارة التي كادت تفضح ضعفها وهي تسأل شقيقتها بلهجة هادئة...
-(لم يعُد فراس إلى الان !)حركت فيدرا رأسها نافية ونزلت دموعها سخية على وجنتيها هامسة باختناق واضح...
-(حتى أنه لم يأكل منذ أيام.. ولم استطع اقناعه فقد هدر في وجهي بعنف وخرج ولم يعد !)لم تلوم فراس على ما فعله.. فشقيقها ممزق بين ألف شيء بمفرده.. وهو الذي اعتاد الاتكاء على رفيق روحه.. واليوم يحاول نصب ظهره بعدما طُعن فيه من ذات الشخص... فراس غاضب، ومجروح، وعلى عاتقه جبال من المسؤولية والمحافظة على سمعة أسرته
لله دره
أتاها صوت شقيقتها من بئر سحيق وهي تقترح قلقه...
-(هل نتحدث مع نصير يا فلك.. لقد هاتفتني دنيا وكانت تبكي لأجل فراس.. وتقول أن نصير سيرضخ ويجعل زوجته تتنازل إن حاولنا تحسين العلاقة بينه وبين فراس)تنهيدة متعبة خرجت من فلك وتبعها اختصار حزين على ما آلت إليه الأمور من اضطراب وحدة....
-(ليت الأمر بهذه السهولة يا فيدرا، ما كُسر بينهما لن يعود
من الأفضل ألا تتحدثي مع دُنيا حاليا، فنحن لا نعلم من معنا ومن علينا في هذه الظروف)اهتز صوت فيدرا بفزع.. كيف وصل الأمر بينهم لتتوقف عن التواصل بعائلتهم.. أسيطول الصراع بينهم.. هي بالأصل لم تستوعب وجود هذا الصراع.. كيف ستفكر بهذه الطريقة وكأنهم بغابة وليست روابط عائلية مقدسة...
-(وهل نحن في حرب يا فلك.. هل نحارب عائلتنا )
أنت تقرأ
(غصونك تُزهر عشقًا)
Romanceيناديها يا حفنة العسل فيسيل الحب في قلبها حارًا غصونك تُزهر غشقًا الرواية الأولى في سلسلة (لعنة تسمى العشق)