الفصل الرابع والعشرون الجزء 2

4.5K 307 26
                                    

الجزء الثاني من الفصل الرابع والعشرون
أعتذر عن أي خطأ إملائي نتج عن سرعة الكتابة وانغماسي بالأحداث وسأصححه في اليوم التالي 💖
............................................
مر يومان على أخر مواجهة لهما
لا لم تكن مواجهة بل كانت معركة حامية الوطيس
معركة تركت أثرها على وجه عنان وعلى قلبها، وكانت نتيجتها هو قراره بالانفصال، حتى بعدما استفاق في اليوم التالي ووجدها فوق رأسه تنظف له جراح وجهه وتطيبها بهدوء وصمت...

تنهدت وهي تتذكر حينما جلست جوار اثناء نومه
لم تستطع احتمال رؤية الخدوش دامية على وجهه
يكفيها أنها تركته يمر بتلك النوبة وحده... وحينما عاد لوعيه فتح بابه وخرج للحمام، وارتمى بعدها على فراشه دون أن يدري بما يدور حوله.

فكانت هي جواره تمسح بالقطن المعقم فوق خدوش وجهه بحذر والدموع تتكون داخل عيناها بلا هبوط
كانت كسماء مبلدة بالغيوم ولكن تأبى المطر
أبت البكاء وهي ترى وجهه النائم المستكين، كانت العلامات التي خلفتها أظافرها تغطي بشرته الذهبية والنمش المرتسم فوقها.. وكأنه كان يتعارك مع حيوان متوحش تلك بصمته على وجهه.

قضمت ثغرها بصعوبة وهي تمنع شهقة صدمة لما وصل بهما الحال.. هل حقًا هي فلك الغانم !!؟
هل حقًا أن الحب كان يجمعهما في الماضي.. كيف لقلوب جمعها الحب أن يتبدل حالها وتمتلئ بالكره لهذه الدرجة !!

كان سؤالها صامت في نفسها، لم تجرؤ على التفوه به خشية من أن يستيقظ النائم وينقلب السكون حولهما لعراك مره أخرى. ولم تنتبه أنها غفت جواره بعدا اشتد بها الارهاق والتعب... ولكن بعد ساعات حينما استيقظت لم تجده جوارها، كانت وحيدة في الشقة مره أخرى كما اعتادت.
ومنذ هذا اليوم لم تراه إلى الآن.. وجوده في الشقة بات شبه معدوم.. لا أثر له.. حتى فراشه الذي نظمته له بعدما استيقظت في غيابه، لازال مرتب كما هو.
لقد أعلن قراره في الانفصال وهي تؤيد قراره رغم غصة الألم في حلقها...
ما عدت الحياة تستقيم بينهما.. ما عاد للحب او الاحترام وجود فيهما.. لقد انتهى كل شيء.

انتبهت من شرودها على صوت مفتاحه وهو يفتح باب الشقة ويدخل.. ظهر أخيرًا من خلف الباب
كانت هيئته نظيفة ومرتبة، من يراه لا يظن أنه لم يأتي لمنزله منذ يومين منصرمين.. باسثناء العلامات التي خلفتها أظافرها على وجهه.
نظر لها ورأها جالسه أمام المنضدة وأمامها دفاتر صغيرة ملونة وبيدها قلم أحمر تترك بها علاماته الايجابية فوقها.
كانت كمعلمة صارمة، ولكن جميلة.
أشاح وجهه عنها وهو يتلاعب بالمفاتيح بيده ويتجه نحو غرفته.. ولكنه توقف فجأة والتفت لها يقول بنبرة خشنة لا تحوي أي معنى قد يلتقطة...
-(اخبري مديرة الروضة انك ستتركين عملك.. سأباشر في اجراءات الطلاق غدًا.. وسأعيدك للقرية خلال هذا الاسبوع)

اندفعت الكلمات من فمها دون إرادة منها أو تفكير...
-(ولمَ هذه السرعة)

رفع أحد حاجبيه وحدق في وجهها وكأنه يستوعب سؤالها.. هل حقًا تسأله لمَ السرعة !!
توهج وجهها حرجًا وتلاعبت بالقلم في يدها وحاولت إيجاد تبرير لسؤالها، ولكنه سبقها بقوله الذي زلزلها ألف مره...
-(لأنني سأتزوج هذا الاسبوع... وسأنتقل من هذه الشقة، لا أرى فائدة من جلوسك هنا بعد الآن، فلا الزوج الشريد ولا الشقة الوضيعة يليقان بكِ)

(غصونك تُزهر عشقًا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن