الفصل السادس عشر (جزء اول)
.......................................................-(تبلين جيدا يا فاتن، أتوقع لكِ مستقبل مُبهر)
كلمات معجبة مليئة بالتقدير خرجت من فم مسؤولة تصفيف الشعر، التي كانت تمسك بخصلات فاتن الثائرة لتصففها كي تصبح خصلات مهذبة ناعمة تليق بدور الفتاة الخجولة التي تقوم به فاتن في الفيلم الذي أصبحت فجأة بطلة من ابطاله؟؟
ولم يكن هذا الرأي هو راي رفيف مسؤولة الشعر فقط.. بل جميع طاقم العمل يرون فيها ممثلة ذات طلة خاطفة، فكما يقول المخرج.. الكاميرا تحب فاتن، وبسبب القبول الغريب في وجهها ، بدى طبيعيا جدا أن يزيد مساحة دورها الصغير, ويحولهها فجأة من وجه جديد ذات دور صغير, لأخرى ذات حضور طاغي ذات دور كبير بالنسبة لفتاة تمثل لأول مره !!
كانت فاتن سعيدة بالفرصة الذهبية التي يزيد لمعانها يومًا بعد يوم.. ولم تدع اعتراض بعض الممثلين على دورها، يؤثر في سعادتها تلك.. بل انغمست فيها لقدميها.. كانت تعمل بجد واجتهاد.. لا تبالي بساعات التصوير الطويلة، لا تبالي بالتعب الذي يضرب جسدها من كثرة العمل, بل كانت سعيدة، متحمسة كجمرة مشتعلة تركت النيران تأكلها من فرط الحماس.. ولم يكن حماسها وسعادتها بسبب العمل فقط، بل لأجل قلبها الذي بدأ ينبض بعنف وقوة يوم بعد يوم.. صارت قريبة جدا من عبدالعزيز،
قريبة لدرجة أنه صار يحادثها من تلقاء نفسه في بعض الأحيان.. وقد بدى اختفائها وانشغالها فجأة غريب عليهما، قلت المكالمات بينهم, وكذلك المحادثات المكتوبة، كان انشغالها مثمر من كل الجوانب، فبدأ عبدالعزيز بمراسلتها من حينٍ لأخر وقد لاحظ اختفائها..في خلال أسابيع صار وقت فاتن محدود جدا، خاصة وقد عرض عليها فيلم أخر ستقوم به بدور شقيقة البطلة.. كان الدور مغري من حيث العمل نفسه ومساحة دورها فيه ، والأجر الذي عُرض عليها.. ولم تتفاجأ حينما علمت أن من رشحها للدور هو تميم دويدار، فهو بطل العمل المعروض عليها.. لذا كانت ممتنة للطفه وإيمانه أنها تستطيع اثبات أنها مشروع سينمائي رابح.. تميم دويدار رجل وسيم، ذو شخصية ساحرة، ممثل مشهور ومن اغنياء الوسط الفني، ابتسامته وحدها يمكن أن تسبب في أزمة قلبية لقلوب الحالمات.. لولا مشاعرها القوية التي تجذبها لعبدالعزيز، لكانت هائمة في تميم دويدار..
ضحكت لانعكاسها في المرآه وهي تفكر مذهولة
عبدالعزيز النقيض من تميم.. لا وجه شبه بينهما سوى الوسامة الخارجية، بغض النظر أن تميم يفوقه سحرًا وجمالا
ولكن قلبها يخفق لعبدالعزيز، المحامي المتواضع والصامت، لا بل الغامض جدًا والمنغلق كثيرًا-(أين أنت ؟!)
كتبت رسالتها بسرعة بينما تركت رأسها لرفيف لتضع لمساتها الأخيرة على خصلاتها قبل المشهد
تدريب انها ستنشغل لساعات طويلة ولن تتوفر لها الفرصة كي تحادثه اليوم كحال كل الأيام الماضية.. لذا حينما رأت عبارة " يكتب الان" تعلو المحادثة ابتهج قلبها وشعرت بمزيج من الحماس والاشتياق يتفجران في قلبها.. خاصة عندما رأت رسالته بغض النظر عن اختصارها
أنت تقرأ
(غصونك تُزهر عشقًا)
Romanceيناديها يا حفنة العسل فيسيل الحب في قلبها حارًا غصونك تُزهر غشقًا الرواية الأولى في سلسلة (لعنة تسمى العشق)