(الفصــل الســابع والعشــرون ٢)
أعدى لي الأرض كي استريح..
فإني أحبــكِ حتى التـعـبالصمت والتوتر هما ضيفا الموقف... ولكن مـرام الجالسة في موضع " المتهمة " كانت أكثر هدوء قبل اندلاع العاصفة.. هكذا فكر نُصير وهو بنظر لوجه السيد أحمد "والدها"
وافق نُصير على رغبتها في العودة لمنزل والدها قبل يوم، واصطحبها وهي تجمع أشيائها وتودع عائلته بفتور متوقع
فبعد مواجهتها مع أميرة ووضعها داخل السجن، لم تكن عائلته في وضع المحبة او الكراهية، وانما الصمت الفاتر.
ولم يعتب عليهم وكذلك لم يعتب على مرام، فهي لها كل الحق في زج خالته بين القضبان.
ولكنه ذُهل من قوتها وهي تطلب منه أن يوصلها لمنزل والدها فورا... كانت هادئة، متزنة، مستعدة لمواجهة أي شيء دون أن تخاف وتتراجع.
حتى عندما وصلوا للقرية ورأت وجه والدها الحاد وهو يسألها بغير ود او ترحيب...
-(ما الذي جاء بكِ، انتِ غير مرحب بوجودك في داري)كاد نُصير يأخذها ويغادر ضاربًا برغبتها عرض الحائط
فوالد أناني كأحمد يجب عليه أن يعتذر منها نادما أنه تركها وحدها في ظروفها العصيبة.
ولكن مرام كانت ثابتة ظاهريا وهي تتمسك بكف زوجها الذي كان يحمل طفلها على كتفه برفق، وهي تقول بهدوء عاتب...
-(لنجلس أولا يا أبي وتسمعني، بعدها تستطيع أن تقرر هل تود حقا أن تطردني من منزلك وحياتك ؟)انكسرت القسوة في عين والدها، ولكن لم تختفي وقد تقهقر الرجل وأفسح لهما المكان ليدخلا، من الواضح أن مرام كانت تشغل مكانة كبيرة في قلب والده، وإلا لن يتنازل فورا ويفتح لهما باب المنزل ويقدم لهم الشاي رغم صمته الغير مرحب.!!
خرج نُصير من شروده القصير وهو يرى فاتن الصغيرة تخرج من غرفة جانبيه وتنظر لهما بعينين مصدومتين
قبل أن تطلق العنان لساقها وتندفع نحو مرام وهي تطلق صرخة مكتومة ودموعها تجري على وجنتيها بأسى...
-(لما جئتي يا مرام.. اخبرت ماما أن تمنعكِ من المجيئ)عانقتها مرام بحنان كبير وهي تربت على رأسها برفق وتسألها بنبرة رقيقة مذهولة من كلمة( ماما ) التي خرجت من فمها فجأة...
-(تقصدين نجاة ؟!)حركت رأسها بإيجاب انتحبت فاتن بين ءراعي شقيقتها وهي تتمسك بها كانت مجروحة، مظلومة، تتمنى أن يصدقها أحد.. تتمنى لو يأخذها أحد ويرحل عن هذا المنزل الذي يخنقها ويجردها من كل حقوقها... والان أتت مرام، شقيقتها الحنونة، عونها في الحياة دونا عن والدها القاسي وشقيقتها الأخرى المتحيزة لزوجها الحقير...
همست بين شهقاتها...
-(هي الوحيدة من صدقتنى يا مرام..ابي لم يصدقني، يربدون تزويجي من...)قاطعها أحمد بحدة يقطع سيل شكوتها وبكائها بصوتٍ حاد بدا يتزعزع من كثر التعب أو من كِبر عمره...
-(كفى يابنت وادخلي غرفتكِ، لا أريد رؤية مصائبي في الدنيا مجتمعة أمامي في هذه اللحظة... يكفي انكسار ظهري قبلك)
أنت تقرأ
(غصونك تُزهر عشقًا)
Romanceيناديها يا حفنة العسل فيسيل الحب في قلبها حارًا غصونك تُزهر غشقًا الرواية الأولى في سلسلة (لعنة تسمى العشق)