"الفصل الحادي عشر"
دع جمال الوجه يظهرْ
لا تغطي يا حبيبي
طول ليلي فيك أسهرْ
زاد شوقي ونحيبي
هكذا المحبوب يقهرْ
بالجفا قلب الكئيبِ
كل شيء عقد جوهرْ
حلية الحسن المهيبِ
......................................................
الساعة التاسعة صباحًا
في جلسة دافئة لم تعتادها منذ زمنٍ بعيد، كانت جالسة في المطبخ، المكان المُفضل لنجاة..أو كما تطلق عليه "مملكتها"، تجلس على المقعد المريح وتُمسك كوب مشروب الشوكلاه الذائبة، ترتشفه ببطئٍ ولذة.. تراقب صغيرها الجالس أرضًا وهو يلعب بالقطار الطفولي الذي أهداه له ربيع منذ أيام.
لم يهده قطارٍ فقط، بل ودبٍ محشو، وكرات ملونة، وشاحنة بلاستيكية ذات عجلات سريعة، تُشعل الحماسة في براء
ورغم ضيقها ورفضها في كل مره يأتي بلعبة لبراء، يقول بهدوءٍ باسم ونبرة ودودة تصد رسميتها...
-(الألعاب ستعوضه عن عزلته قليلًا، سأتوقف عن إهدائه الألعاب حينما تنزهيه خارج المنزل، وتري وتريه الحياة أيضًا)
كانت محاولاته اللحوحة تزداد يومًا بعد أخر؛ يشجعها أن تخرج وتتنزه، ترى الدنيا خارج أسوار منزل نُصير
حتى نجاة، لا تتوقف عن تأنيبها المتكرر، كلما رفضت التنزه مع ربيع؛ ولا ترفض لسوءٍ فيه، بل لأنها لا تستطيع التأقلم مع مرحة ونشاطه، تبدو كئيبة ومنطوية كلما جلست معه.
لن تنسى حينما خرجت معه ومع نجاة، كانت متشبثة ببراء، وتسير جوارهما بحذر وعينيها تطالع كل الوجوه حولها بفزع خفي، تخشى أن يظهر أحدهم فجأة ويختطف الطفل منها، تخشى أن تقع في خديعة مُحبكة نسجتها أميرة، لا تأمن مكرها، لا تأمن كُرهها وحقدها.
وانعكست مشاعرها السلبية على كل شيء حولها، وتحولت النزهة لشيءٍ فظيع، وارتفع الاختناق في صدرها
ولم تهدأ إلا حينما عادت للدار من جديد، حالما وضعت قدمها في منزل نُصير؛ ارتفع الأمان لقلبها، تلاشت البرودة عن جلدها وبدأ الدفئ يتسرب لها من جديد
عادت للدار آمنة، وانتهت النزهة المريعة.
انتبهت من شرودها وانفها يلتقط رائحة فطيرة التفاح، التي خرجت توها من الفرن الكهربائي؛ وانتشرت رائحتها اللذيذة في الأرجاء.
استنشقت الرائحة باشتهاء وهي تردد باسمة...
-(رائحتها خطيرة يا نجاة، لأول مره سأتذوق فطيرة التفاح هذه)
أنت تقرأ
(غصونك تُزهر عشقًا)
Romanceيناديها يا حفنة العسل فيسيل الحب في قلبها حارًا غصونك تُزهر غشقًا الرواية الأولى في سلسلة (لعنة تسمى العشق)