١.

935 45 93
                                    


_



إن تصفَّح أحدكم الفصلَ الأول بحثاً عن أهازيج الصبح التي غالباً ما روّجت لأبطال الروايات و الأفلام ألمعَ البداياتِ و أكمَلَ المقدماتِ،
فعزيزي القارئ،
عُد من حيث أتيت..

لا وجود لزقزقة العصافير و لا لقبلات الشمسِ المتسللة و لا حتى لأغطية السرير المصحوبة بالإستيقاظ الهانئِ ها هنا..

عنوان الرواية حكَى الكثير و المدخل أفصح الأكثر حسبما أعتقد،
لذا لا لِرَفعِ سقف الآمال لما لا نودّهُ.

فبِـصبيحة اليومِ
-و بروايتنا تحديداً-
ما كان لكل ما سبق و رُوِّجَ له من وجود..

حنفيةُ المغسل أبت إلا و أثبتت وجودها عبر تسريبها لبعض القطيرات بين الثانية و أختها،

صرصرة الأرض الخشبية إستمرت بإبداءِ إزعاجاتها التي أضحت مصدر إعتياد نسبة لِقاطنِي المكان،

عُطلُ نظام التدفئة البدائي ما مثّل غير إضافة كمَالية للمثالية التي أحاطت الأرجاء،

و بدل غبار الجنياتِ البراقِ الذي يفترض به أن يحيط بذاتِ الأرجاءِ،
دقيقُ المخبوزات التي زعم ذي المسؤوليات المتراكمة تحضيرها فعَل

"و اللعنة جيهي مالذي أقدمت عليه؟!"

الإحباط غلف نبرته حينما نأى عن دلوف الحجرة التي كان بصددِ تفقد صاحبها و هو يراقب الضوضاء التي غلفت مطبخه الضئيل و عاثت به فساداً

بأوسطهِ إتخذت ذات الأربع سنواتِِ أرضيته و راحت تعبثُ بفطورهِم الطلائعِي الذي كان بصدد تحضيرهِ

"أردتُ مساعدتك أوبا"

الإبتسامة الظريفة التي توسطت ملامحها المغطاة بالطحينِ أذابت قلبهُ، لذا و بدل توبيخها كما يفترض به أن يفعل هو تخلى عن سلة الغسيل بأرضهِ و سار بخطواتهِ يحمل جسدها الضئيل بعيداً عن الفوضى التي غمرت محيطهُ

"ألم أخبرك أن الأميرات لا يدلفن المطابخ؟"

بينما ينفضُ خصلاتها القصيرة مما علقَ بها نوّهَ، و سرعان ما وجد صدى قهقهاتها الخافتة ينتقل إليه حينما أكمل مسيره نحو حمامِ غرفتهِ

"أنا أتنازل عن منصبي كأميرة لمساعدتك إذن"

بينما تغمض أعينها للتنظيف الذي تلقاه وجهها الصغير بعد وقوفهما لجانب المغسلة هي أجابت، فما وجد من سبيل غير الإستمرار بالإبتسام على ظرافتها التي ستتسبب بمقتله يوماً،

-Triple Miserable. |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن