٢٩.

516 38 338
                                    


_



كان من النادرِ لنفسهِ الملولة ملازمة مقبع واحد دون فعل شيء، الأمر فقط يغرس به نفحة من الملل لا يتمكن من مجاراتها

بل ولطالما مالَ لإستغلال أوقاته فيما ينفعُ و لو عبر الجلوس لساعات للإطلاع على قضايا الطلاقِ المحلية،

و هو ما حاول فعله منذ أن إستيقظ و حضي بروتينية علاجه بالواقع لكن دونما جدوى،

الإطلاع على قضايا الطلاق يلزم جهدا،
وجهده بالكاد يخوله النهوض من محله أو الإرتفاع بأكففهِ حتى

لذا ونظرا للوهن الذي لازم مؤخرا ها هو ذا وُجِد بمرقدهُ بالحجرة التي سكن طيلة الأيام الفارطة يناظر السقف الخالي ويكأن بحلقته به قد تغيرُ من حقيقته شيئا..

عقدة حاجبيهِ تشكلت تبعا لنوبة الصداع المميت الذي إشتد عليه، و لو أن المسكنات غدت أكثر ما يسكن جسده بالوقت الحالي إلا أنه وبالرغم من تواجدها الألم كان سيانا

و ما ملك ما يفعله حيال ذلك على أية حال..

الساعة المجاورة لمرقدهِ أشارت لتمام التاسعة من صبيحة اليوم ذي الغيم الكثيفِ،
طقطقة أنامله المتوترة قائمة وأعينه ما إنفكت تناظر باب الحجرة تحسبا لدلوفِ الهيئتين -أو الأربع، بإحتساب سويون وجونغوون- من النفر الذين ما تركوا جانبه قطّ

لكنه بواقعه وبمرته هاته ما ود قدومهما..

لم تكن له رغبة برؤيتهما اليوم،
ليس و هو يحيط علما بأن أحدهما يجتمع رفقة طبيبه حتى يُنَبّأ بأواخر مستجداته..

مستجداته التي ود لو لم يضطر لإطلاعهما حولها..

إزداد الحمل فوق قلبه المثقل حالما فُتّح الباب بمباغتة حينها يرِبُ حبال أفكاره،
و لو أنه جهز نفسه لردود الأفعال المتباينة التي توقع تلقيها إلا أنه وجد ذاته تضعف حالما حانت لحظة المواجهة

جفنا أعينه أُسدِلا بغية الحصول على مزيد من الوقت للملمة شتاتهِ، لكنه ما فتئ يفعل إلا وشهد العجالة التي إتخذها الوافد -أي كان- بالإقتراب منه

بالأخير هو ما وجد حلا غير الكشف عن حقيقة تيقظهِ و حالما فعل القلقُ الذي لازم ملمح الأول و الحزن الذي طغى على تعابير الثاني كان له جُليًا

"حللتما أهلا"

بصوتِِ خفيض باشر محييا نظرا لأن كِلا الوافدين إقتعدا على مقربة منه و فوضى من المشاعر تُعَنوِنُ نظراتهما إتجاهه،

-Triple Miserable. |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن