٤.

488 31 56
                                    

_

الخامسة و الخمس أربعون دقيقة،

كان هذا الوقت الذي إستطاع بخضمه بارك سونغهون -الموظف المُستعبَد- إلقاء نظرة خاطفة على ساعة معصمهِ،

وذاك بعد يوم مطول من الخوض بين أرشيف الشركة العريقِ و معاملاتها الأعرقِ.

عظام عنقهِ فرقعت بتتابعِِ حالما أعاد بجسده خلفاً
بينما خلو قاعة المكاتِبِ من غيره كان مرئيا لوحدته، و السبب برأيكم؟

مؤخرة الرئيس القادمِ المدللة!

الأخير قرر تقديم موعد هبوطهِ من المهجر لأرض البلاد بظرفِ يومين بدل أسبوع لذا فقد تعين على كل طاقم العمال التجند للتعامل مع هذا التغيير بالخطط،

و أول عاملِِ مُورِسَ عليه الضغط الهائل للحاق بكافة التحضيرات التي تخص مُستلِم الرئاسة الجديد كان..؟؟

إجابة صحيحة،
بارك سونغـ بائس ـهون.

أعينهُ أُغمِضَت بإرهاق حالما واجه برنوّهِ
سقفِ المكان المرتفعِ و كان قد تخلى عن نظاراتِهِ جانباً،

شعور الإرهاق يطؤ كل خلية بجسده و مستقبل الشركة الغير ملموس يقع على عاتقه المثقلِ،

كيف لا و قد تعين عليه أن يجمع كل ما على مترأسها المستقبلي معرفته بعرضِِ تقديمي شامل لا يجدر به تجاوز العشرين دقيقة،

بارك سونغهون -البائس مجدداً- يجهل ما سيفعله بظل هذا واقعا، و لو أنه يفضل تقديم إستقالته على التعامل مع فرد آخر من عائلة لي المتسلطة إلا أنه أكثر من يعلم عن إستحالة تخليه عن هاته الوظيفة،

و بالرغم من ضغط الأعمال التي تنجر عنها هو أيقن حقيق اليقين أنها السبيل الوحيد الذي يخوله الحصول على حياة -شبه- هانئة بعيداً عن عائلته المقيتة،

أعرب عن تنهيدة صدرت من أعماقهِ و من ثم قرر أنه من الأفضل لو يتوقف ها هنا..
الإستمرار لن يقوده لأي نتيجة غير إرهاق مضاعف و هو يعلم أن فعاليته لا تتم بذهنِِ و جسدِِ مرهقين.

فُتّحت مقلتاه حالما أحسّ بالحُرقةِ التي أصابت طرف إبهامهِ و بمجرد أن تفحصَ مقبع الألم هو علم أن عليه حقا التوقف،

غالبا ما كانت عادته السيئة بإيذاءِ إبهاميهِ المسكينين وليدة التوتر و الضغط -اللذان كانا ملازمان لروتينه بشكل دائم-
و العملُ لم يكن إستثناءً عن جمع هاته الأسباب طبعاً

و ما عساه يفعل حيال ذلك؟
تنظيفُ قطيرات الدماء عنها و تلقي نظرات الشفقة من كِلا رفيقيه طالما يلاحظان أمرها.

-Triple Miserable. |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن