١٤.

430 25 59
                                    








_



رائحة المعقماتِ،
صوت جهاز التخطيطِ المتواتر،
شوشرة الحضور من الطاقم الطبي،
و كذا بعض من مقتطفات ما سبق و حدث

كان هذا ما تفطن له بمجرد شروع إستعادته لوعيهِ..

جفنَا عينيهِ المغلقتين رفرف بتتابعِِ فما قابله بمفتعله غير سقف الحجرة ناصعِ البياض شديد التوهجِ و الذي أرغمه على إعادة إغماض مقلتيه حماية لهما من التأذي

تساءل لوهلة بذهنهِ عما حدث تحديداً كون آخر ما يذكره هو عبوس رفيقه المستاء و كلاهما مقابل مغسلة أحد حمامات المشفى الوسيعة

فما كاد يخوض بتفكيره أكثر إلا و كان أحد من ذوي المعاطف البيضاء يحوم حوله بينما يتفقد هذا و يتفحص ذاك

"سيد شيم،
هل بوسعك سماعي؟"

'أي سماع تقصد؟! أنت تزيد من صداع رأسي الغير محتمل بهُتافك هذا!'

جايك -المريض المستلقي- ودّ لو بمقدوره توبيخ ذا السماعة الصاخب مقابله لكن و لأن جفاف حنجرته حال دون ذلك فقد إكتفى بإيماءة متعبة ندم على إثرها لأن صداع رأسه إزداد بعدها

"هل تذكر ما حدث؟"

الطبيب -كما تكهن جايك هويته- أعاد طرح تساؤلهِ و من ثم ترك له الوقت الكافي لإستعادة الأحداث السابقة..

هو إستيقظ متأخراً هرول و سترته مقلوبة رأساً على عقبِِ للحاق بمحاضرتهِ، تلقى نظرة ساخطة من أستاذه الصارم بدلوفه القاعة و من ثم خاض بعدة ساعات من هراء علم القوانين،

حصل على شبه غدائه رفقة جونغوون و من ثم سار لماراثون محاضراته المسائية فما كاد يكملها إلا و تلقى إتصال رفيقه العاجل الذي طالبه بإحضار بعض من مدخراتهِ و ملاقاته بمشفى سيول الحكومي.

يذكر أنه نفذ ذلك وقابل جاي بأحد أروقة المشفى و من ثم كلاهما أنقذا والدة الأخير من الطرد الحتمي كون الأحمق الأهوج تغافل عن دفع رسومها بالوقت المناسبِ
-كَما أخبره على الأقل-

يذكرُ النقاش الذي به وقعا بعد أن ظهرت والدته بدوره من العدمِ كما و يذكر أن آخر ما رآه قبيل فقدانه إدراكه كان وجه جاي الهلِعِ.

"أقمنا بعض التحاليل و الفحوصات لتحديد سبب إغمائك المفاجئ لكن لا يسعنا الحكم إلا بعد إختبار الأشعة، إلى أن تفعل أتمنى لك الشفاء العاجل سيد شيم"

-Triple Miserable. |Where stories live. Discover now