٣٢.

295 24 509
                                    


_

أسقطت شمسُ الأفق بإشعاعاتها ضد أرجاء الحجرة فأضاءتها، ومنذ أن صاحبها تخلى عن ستائر تحجبها فقد اِستمتع -أو لم يفعل حقا- بتلقي جرعة صباحية فجرية من الفيتامين دي..

بين ذراعيه تمكث بريءُ الملمحِ ساكن التعابير وبلطف ضغَطَ وجنته ضد صدره يبث به الرغبة بضمه إليه أعمق إن أمكنَ ولو أنه خاض بمثيل هذا الروتين لفترةِِ مؤخرا إلا أن إحتواء جسد الأصغر كان وما يزال أمرا يتوق إليه كل يوم و ليلة

تنهيدة غادرت ثغره أتبعها بقبلة حط بها بخفةِ فراشة ضد جبينِ النائم، وليعترف لكم دون إهتمام للإغاضة التي سيتلقى من معظمكم أن هاته أضحت عادة إتخذها ولا يفكر بالاِستغناء عنها قريبا

إمتدت كفه الحرة لإنتشال هاتفه تفقدا لميقات اِستيقاظه وسرعان ما عبس بملمحهِ لما شهد دنو الميعاد دون أن يحضى بغمضة عين

وكلا، هو لا يصدق أنه قضى جُلِّ ليلته و هو على ذات وضعه يلثم ما يظهر من ناصية معانقه و يحنو و برقة لمساته ضد متنهِ بالوقت الذي كان يجدر به أن يتبع نظام ساعته البيولوجية اللعينة!

هو ما أدرك إذ ما كان السبب الفعليّ لذلك ملاحظة هيسونغ الغير ضرورية قبل أيام أم لحظة إدراكه اللاحقة لها،
لكن أي كان فهو خاض يفكر حول الموضوع للحد الذي جعله يفوت على ذاته غفواتِِ كثيرة بأسبوعه هذا..

كان أسبوعا بالفعل منذ أن بث به هيسونغ اللعين سموم ظنونه وتركه يتخبط بمساوئ أفكاره، وحتى وبعد إكتشافه لسخافة الخطة المفخخة التي كاد يقع ضحية بها هو خاض يمحص وبواقعية معهودة منه تفاصيل الوضع

يذكرُ كيف أتاهُ جونغوون والساعة على مشارف الثانية فجرا يومها، و بإحتساب الدقائق التي خاضهن بالسؤال حول وضع جايك و إجراءات المشفى و من ثم خوضه بحمامِِ سريع فكلاهما لم يتمكنا من الإيواء لمفرشهما المشترك إلا و قد دق فجرُ الثالثة،

جونغوون لم يبدي خلال ذلك أي أمارة حزن أو إنزعاج، هو تصرف بإعتيادية و أخبره بمقتطفات سطحية حول الحفل الذي أُجبِرَ على حضوره و لجاي -المدرك الغير متغافل- صُوّر له الوضع كما لو أن الأصغر يخفي عنه ما يسكن تفكيره و يتظاهر بالتصرف بإعتيادية

أو هذا ما بدَا له منذ أن الأخير لم يخض بمناظرته كثيرا وإنشغل بإختيار أكثر القمصان إراحة لنفسه ومن ثم عاد ليلقي بذاته بين أحضانه و الخلود لنومه تاركا إياه يغرق بذنبهِ،

و ما تسنى لجاي القلقِ الفرصة لمحادثته بما يود ليلتها، كان ذلك حتى صبيحة اليوم الموالي حينما أخبره سونغهون الغير خائن بما يحاول حبيبه السخيف فعله،

-Triple Miserable. |Where stories live. Discover now