٨.

481 29 68
                                    

_


على الأغلب،
كان السيد لي ليندب حظه لو أنه عاش حتى اللحظة التي إستقعد بها وريثهُ بكرسيِّ الخلافة و راح يقود شركته للهاوية

ذاك و لأن هيسونغ -وريثه- مضى ولمدة الساعتين الفارطتين بالتأرجح بمقعده الدوار يمينا و شمالا بلا هدف يُذكر،

والسبب خلف هذا معروف طبعاً،
كونه و لجانب تركه التدقيق بالمعاملات التي تكدست أمامه هو أمسك هاتفه بينما يُحدِّث خانة الرسائل المرسلة كل ثانية تمر.

كف يده خاضت ببعثرة عنيفة لخصلاته حينما وجد نفسه تعود لتنقاد خلف تفكيره السخيف بموظفِِ معينِِ لم يزاول عمله لما يقارب لأسبوع كامل،

ليس هذا و حسب بل و ذات الموظف يرفض الرد على رسائله بعد أن فرّ بشكلِِ حرفي من الإجتماع الذي طالبه به و إختفى كما لو أنه لم يتواجد يوماً،

و ما يسع الرئيس المهتم سوى التفكير بأسوء الإحتمالات، خصوصا بعد تلقيه الإجازة المرضية التي كان من المفترض أنها إنتهت يومين لعينين فارطينِ!

إنتحابته المحبطة صدرت تبعا لذلك،
و من ثم هو ألقى بهاتفه جانبا حتى يحضى بفرصة للتركيز بالعمل الذي يقع على عاتقه،

هو يملك أمور أهم للإهتمام بها،
و تضييع وقته بالتفكير بالموظف ذي التصرفات الحارقة لخلايا تفكيرهِ هو آخر ما يوده..

هو سيضع هذا جانبا لأنه يشعر بالحمق و هو يفعل، و سيهتم بتوقيع معاملات التسويق اللعينة بدلا عن ذلك.

بيد أنه و ما كاد ينتشل قلمه لمباشرة توقيعاته تلك إلا و إهتز الجهاز من مكانه المهمَلِ يجعل منه فوضى حواسِِ متحركة

هو عاجل بتفقدهِ علّ ما يأمله يحدث،
لكن و بدلا عن ذلك لي جيهيو راسلته بتذكيرِِ لتفقدِ أحد الملفات المستعجلة.

إنتحابة محبطة زارته مجدداً تم قطعها بالطَّرق الخافت ضد مدلف مكتبهِ،

و لأن عقله لم يكن بمحله بيومه فقد أشار بقول منفعل صدر غاضبا للوافدِ

"أعتذر على إزعاجك سيد لي لكن مناوبتي إنتهت،
بوسعي المغادرة أم هنالك ما يتعين علي فعله؟"

قول مساعده المتوتر جعله يرفع نظراته عن كومات الأوراق مقابله ذلك و حينما إستوعب أنها بلغت سادسةُ ذاك المساء بالفعل،

من الواضح أنه إنغمس بهراء تفكيره طويلا للحد الذي جعله يفقد الإحساس بالوقت،
و السبب عاد لمن مجددا؟

-Triple Miserable. |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن