٢٦.

463 36 623
                                    

_

الإجتماعات الليلية الغير الطارئة غدَت أمراً روتينياً لدى النفر من موظفي شركة لي للتسويق،

بل و ما عاد معظهم يتفاجؤ بضرورة مغادرة مبنى الشركة و الساعة تقارب العاشرة من كل ليلة حتى لو لم تكن هنالك أيةُ ضرورة

و هو ما سار مساعد المدير يعلنه بحلول السادسة من مساء ذلك اليوم..

قد يبدو لكم الأمر إجحافاً بحق الموظفِ أن يضطر للعمل لساعات مضافة على دوامه الأصلي لكن أغلب الوجودِ إرتضوا ذلك بل و استشعروا الغبطة تغزوهم لأن حلول كانغ أبكر عنى إمكانية المغادرة أبكر،

الكلّ إصطف كجُندِِ سُلّحَ ليحارب و بخطوات محسوباتِِ منظماتِِ هم ساروا نحو حجرة الإجتماعات أينما ترأس المدير التنفيذيّ منضدته و أعينه تحفِرُ ثقباً ليزرياً بالجدار مقابلهُ،

لم يأخذ أحد من الوفود نفساً يحوي صوتاً و الموظفة من قسم المراقبة المالية إبتلعت نوبة العطاس التي إنتابتها من جو الحجرة الباردِ،
لم يكن أحد ليتوقع ما كان سيحدث لها لو أنها أطلقت العنان لذاتها..

كلٌ إتخذ محله بموضعه المخصص و لم يتجرأ أحدٌ على إيقاظِ المدير الغاضب من البشرية جمعاء مِن غفوة توهانهِ..

الأمر أضحى روتينياً لهم منذ أن غادر الأخير مبنى الشركة قبل أسبوعين من الآن و حصل باليوم الموالي على نسخة أخرى من ذاته ليعود بها

رجح البعض أن السبب خلف هذا التغير الجذري عاد لخسارة المناقصة الفادحة، في حين أجزم البعض الآخرون أن الأمر وبرمته تعلق بقضية طردِ موظف الخدمات من منصبه و ما جرّ عنه من شائعات الإنفصال،

لكن أي من كان السبب و المسبب هم تمنوا لو يُحَل فيسجل المدير المتفهم ذو الحلولِ المريح عودته..

"هل بلغنا الحد الأدنى من المردودية سيد كيم؟"

لم تكن هنالك أي مقدمات لسؤالهِ،
و لا إعلاناً مسبقاً لمباشرة إجتماعهِ،
هو قال ما قاله و إنتقل من التحديق بالجدار نحو تفقد كومةِ الأوراق بين يديه،

الأعين كلها وُجّهت للسيد كيم حينها و لو أن الأخير شعر بالرغبة الملحة بتبليل سروالهِ إلا أنه تمالك ذاته و خاض يرتب حديثه حتى لا يتفوه بأمر يثير حفيظة المخيف أمامه.

أُلقِيَت أسئلة المدير التنفيذي على موظفيه من بعدها و سار الإجتماع على النحو الموتر..

خمس و أربعون دقيقة مرت تناوب بها النفر الحصول على نوبات الهلع، حينما خاضت الحجرة بصمتِِ وَد كل فرد منهم لو يُقضى فيتمكنوا من إستعادة وتيرات التنفس لديهم

-Triple Miserable. |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن