١٠

480 34 55
                                    

_

اللعنة على سيول! و على سكان سيول و على زحمة سير سيول!!

كان ذاك جُل ما فكر به مالك الشركة و هو يضغط على بوق سيارته حتى خال أنه له مقتلع.

أعينه تفقدت ساعة معصمه كما مضت تفعل طيلة الثواني القليلة الآنفة، ذاك و حالما أظهر ذاته من نافذته رغبة بشتم سائق الحافلة الذي أبى أن يبرح مكانه اللعين!

الوقت أشار على تأخره لما يقارب نصف ساعة كاملة مما جعله يشتم المسؤوليات التي خولته لهذا التأخر، حظه الملعون الذي دفعه لإختيار هذا السبيل للذهاب و كذا سكرتيره الألعن الذي ما إنفك يغرقه بالأعمال للحد الذي جعله يفر حرفياً من بين قبضته

الأمر جعله و للواقع يتساءل لما بدا الكون كله ضد فكرة حصوله على موعد أحلامه،
لكنه و مع ذلك كان عازماً!

هو لن يسمح لشيء بإفساد هذا و لو كلفه الأمر التخلي عن سيارته و إكمال الأميال القادمة مشياً!

بالواقع هذا ما كان حلاً وارداً حقاً لأنه يخطط لإيصال رجل موعدهِ لمنزله بعد أن يحظيا بعشائهما لذا التخلي عن سيارته آخر ما يجدر به فعله..

مع هذا التحفيز هو أخذ نفسا عميقا -أثناء إستمراره بالضغط على بوق السيارة لمن يتساءل- و من ثم تفقد هاتفه من جديد،

حدث و راسل منتظِرَهُ منذ دقائق حينما أطلعه عن سبب تأخره، وقد شعر بشيئ من الإرتياح حينما أجابه الأخير بتهذيبِِ أن لا مشكلة،
لكن مؤخرته الدرامية ما إنفكت تقنعه أنه بدا و بلا ريبِِ كطائشِِ مستهترِِ غير ملتزم بالمواعيد بالنسبة للآخر

الأمر جعله ينجرف للتفكير بكيف أنه فقد فرصته بمواعدة الموظف الوسيم،

ولو أن سائق الحافلة الذي سبقه لم يخلي السبيل لإستمر بالغرق بأفكاره أبعد من ذلك.

تنهد بإيجابية حالما أخذ آخر منعطف يقود للمطعم المطلوب بعدها، و بالرغم من أنه كاد يدهس عجوزا لأنه تخطى الإشارة الحمراء إلا أنه ما فقد ذرات الأمل القلييييلة التي مضت تخبره أن الأمور ستسير على أحسن ما يرام.

بالكاد ركن سيارته بإعتدال بعدها و بالكاد تدارك مظهره المبعثرِ أثناء هرولته العجولة،
فما زفر أنفاسه المرتاحة إلا حين إنتباهه لهيئةِ الوسيم الهادئ و هو يتخذ محله هنالك بإنتظارهِ،

هو إعتقد و بإحتمال شبه يقينيِِ أن سونغهون قد سبق و رحل رداً على إستهتارهِ،
لكن سونغهون بالواقع ما جلس إلا عابثاً بهاتفه و الإعتياد يغلف ملامحه الأخّاذة.

-Triple Miserable. |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن