٢.

609 37 78
                                    


_

زخات المطر الغزير تطايرت بشباك الواجهة تبعثُ لدواخله بأواصل السكينة دون شعور،

كان من الغريب عليه التمكثُ بلحظة من لحظات أيامه المشغولة عادة لكن فترة الراحة هاته ما قُدِّرَت بثمنِِ لشخصِِ فائقِ الإنشغال مثله.

نسبةً للمطعم الذي شغل منصب نادله وقتُ ما بعد الظهيرة عنى الحصول على راحة تُقدّر بدقائق تكاد تُعَدّ على الأصابع، لكن و لأن غيث اليومِ إنهمر بإسهابِِ فإن قلة الزبائن كانت فرصة جيدة للمكوث مع ذاته و تمحيصِ بعضِِ مما جابهته حياته مؤخراً.

كفه عاجلت بسحبِ دفتر جيبهِ الذي لازمهُ بشكل دائمِِ، و بين صفحاته هو سارَ تفقداً لما عليهِ..

و منذ متى إتخذت حياته بمجابهتها سبيلَ الصّلَاحِ؟،
فبارك جاي، الشخص الذي كان يوماً يقذف بالأموال حيث يشاء إستذكر أن مهلة القرضِ الذي إستقرضهُ سلفاً على وشك النفاذِ،

و هو على موعدِِ حرفي من دلوف السجنِ إن لم يدفع المبلغ كاملاً بحلول يومين!،

ضِف على ذلك..
تكاليف المشفى،
مصاريف الشقة،
و الديون الغير مدفوعة..

كان من المستحيل له أن يحضى بفرصةِِ لدفع كل ما عليهِ بغضون المهلة التي أُعطِيَت لكل ضريبة،

و عند تلك اللحظة هو تسائل حول إذ ما كان من المناسب الدخول بمجال تجارة الأعضاء،

كُليَة سونغهون، إضافة لكبد جايك مع جزءِِ من رئتيهِ قد يكون الجمع كافيا لدفع ما عليهِ،
فكرةٌ مُتَقَبَّلة.

لكنه سرعان ما ركلها كونه سيحتاج المال للقيام بعملية الإستئصال،
و هو ما لا يملكه من الأساس!

تنهيدة مثقلة غادرت شفتيهِ حينما راقب ساعة معصمهِ و بالفعل إستراحته طويلة المدى وصلت حد نهايتها و وقتُ مغادرته قد قَرُب.

كانت أمسية الثلاثاء،
اليوم الوحيد الذي يُسمح له بخضمهِ القيام بزيارة والدهِ و هو و دون شك لا يخطط لتفويت ذلك.

هو إستنهض من مقبعه و مضى حذو حجرة التغيير رغبة بالتخلص من زي عملهِ المبهرجِ حينما شتم خُلوّ حقيبته من مظلتهِ،

و الآن كان عليه الخوض بيومِِ ممطرِِ و السير بالأرجاءِ كدجاجةِِ سُكِبَ عليها دلو مياه،
ليس حتى..

"جاي!،
سونغهون هنا لرؤيتك!"

صاحبُ المطعم -العم جونغ- هتف من خارجِ المقبعِ يقطع نوبة شتائمهِ لنسيانهِ،

-Triple Miserable. |Where stories live. Discover now