٢٤.

408 31 285
                                    



_



صمت..

صمت موتِّر ساد بالمجلسِ بحيث ما سُمِع قول بعد الذي قيل..

علامات التساؤل و قلة الإستيعاب خالطت كِلا المستمعين و قد بدَا ضد ملمحيهما الإستغراب جليلاً،

فأي هراء يتفوه به رفيقهما الشبه ثمل عن تواجد ورمِِ لديه و هو من بدَا -أو تظاهر أنه- على ما يرام؟
بل و متى كان ذلك حتى يتغافلا عن رصد أماراتِ أمرِِ بالغِ الأهمية كهذا؟!

"أ أعِد ما قلته"

بعد أن تخلى عن زجاجة شرابه و إستنهض من محله جاي سأل، حدة أعينه تناظر الرفيق بتهديد وضيح و الشرار الذي فاح من هالته توهجَ

"لا.. لستَ مضطرا لإعادة ما قلته،
قل أنها مزحة بليدة منك لا غير!"

جايك من محله جلس منصدماً،
ذهنه لا يستوعب ما حدث لكثرة ما عبثت جرعات الكحول بوعيه و حينما استمر على حال سكونه مبعثراً ضائعاً فيما يجب قوله هو تلقى قبضة إمتدت بعجالة تأخذ بقبة كنزته و تنتشله من مستقعده

"قل شيئا عليك اللعنة!!"

بهذا المعدل أعصاب جاي أُتلِفت وصيحته الغاضبة صدرت بوجه المبهوتِ،

مشاعرهُ بُعثِرت حالها كحال الرفيق الذي وقع بين يديهِ و ذهنه شُتِّتَ عن صوابه،

كان من المرهق لذاته المرهقةِ بالفعل سماع خبرِِ كهذا،
خصوصاً وأن ذكرياته وثبت به مباشرة نحو اليوم الذي تلقى به نبأ إصابة والدته بِعِلِّتها،

و لعل ما قذف بقلبه الرعب و جعله يفقد ما تبقى من ثباته كان خوفه من أن يكون إنتهاء المطافِ لأي كان ما يتفوه بهِ الرفيق لها سياناً

هو لن يسعه مجابهة فقدان آخر،
ليس و جروحُ الأول ما تزال حديثة!

وليس و كأن بوسعه فعل ذلك قطّ..

"هذا.. هذا ما يفسر نزيف أنفك المستمر؟ الدوار؟ التعب الجلي على لعنتك؟ و إلى متى كنت تخطط للإخفاء بعد؟!! أهذا ما قصدتهُ حينما عزرتني لإخفاء أمر والدتي و بكيتَ ألماً لذلك؟!!"

هتافه الغاضب كان قد أيقظَ سهوة سونغهون فيما يحدثُ حينها، والذي ما لبث إلا و استنهض يبعدُ الإشتباك الذي يحاول رفيقه المرتجف إحداثهُ

"جاي.."

بصوت خفيض خالطه التشتت نهَرَ ذاك وحينما عملت كفه على إرخاء القبضة المشتدة، فما مثلت فعلته غير الدافع لإقتحانِ الدموع بالمحجرين المشتعلين مقابله

-Triple Miserable. |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن