٢٢.

466 30 170
                                    


_


"أدرك نظراتكما هاته بشكل جيد،
مالذي تخفيه و نسختك المصغرة عني؟
أفصح عن سرك قبل أن أفعِّلَ وضعية التحقيق"

موضعت بأكياس التسوق الكثيرة جانباً أثناء قولها، و بأعين مضيقة و خطواتِِ متباطئة إنتزعت نظارتها الشمسية و مضت أقرب نحو مجلسِ كِلا المشكوكِ بأمرهما

"نحن لا نخفي شيئا عزيزتي،
ما قد نخفيه عنك؟"

"لا أعلم أنت أخبرني"

كلاهما شتتا نظراتهما عنها فما بدَا لهما بعدها أنهما من براثن تحقيقها فارّين كونها إقتعدت مقابلهما بأذرع لصدرها معقودة

"هو ضرب أحدهم بمدرسته اليوم!"

"هو إبتسم لسكرتيرته لمدة عشرين ثانية متتالية!"

بالأخير كلاهما أفصحا بذات الآنِ بينما خاض أحدهما بتوجيه إصبع إتهامه نحو الآخر، و للوافدة التي شعرت بأعصابها تتلف من كمية الضغط التي قابلتها بمجرد عودتها، الأمر كان بالفعل روتينيا

"أقسم إن مقتل كلاكما على يداي!"

لكم أن تتخيلوا المشهد الذي خص مراكضتها لهما بأرجاء المنزل الفسيح و صدى قهقهات أسرتهم السعيدة يملأ الأرجاء بعدها..

طيف الذكرى حام حوله جاعلاً إياه و لسبب ما يبتسمُ، ربما ليست الإبتسامة الجذابة التي لطالما غازلته والدته من أجلها لكنه علم أن إعتكافة شفتيه التي ما تكاد تُرى كانت حاضرة

قبالة شاهِد قبرها و بسواد بذلتهِ و جو الحداد الذي أحاطه هو إبتسم،

على جانبه وقف أحدُ عضديه الذي عليه إستند، و ليصدقكم القول حينما يخبركم أنه ما أدرك أي منهما يكونهُ،

كل ما علمه بلحظته أنه و إن إشتد به الوهن و هوى بأرضه فإن مُسنِدهُ لهُ ملتقطٌ،

بجانبه إنهارَ والده الذي سُرِّح مؤقتاً بهدف توديع زوجته لمثواها الأخير و قد أبت الدموع مفارقته
و حولهُ القلة من معارفهم و أقاربهم الذين ما إستطاع رصد هوية معظهم،

ليس و أعينه ما إنفكت تنهش صورة الفقيدة الباسمة التي تعيد لتذكرهُ أن لا فرصة له للمح مثيل هاته الإبتسامة من جديد..

لحد هاته اللحظة هو إستصعب تصديق تلك الحقيقة،

و لو أن الأمر حدث على مرأى منه إلا أنه أمل و أمله يائس أن تكون كل هاته مجرد أضغاث كوابيس ستُنفض بمجرد أن يرفرف جفنيه و يُفصح عن هيئتها المستلقية مقابلهُ

-Triple Miserable. |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن