٢٥.

374 32 446
                                    


_


أكان من العدل أن يستشعر مثيل هذا المستشعر و وحده من ألقى بذاته لهذا الوضع؟

أعني.. لا يمكن لأحد أن يتلقى اللوم غيره و وحده من إندفع بجسارةِِ منه نحو البطولة التي زعم أنه مجسدها
أوليس كذلك؟

يانغ جونغوون،
الشاب الواعي الذي تغنى الكل بوعيه و شهد البقية على رجاحة فكره وجد ذاته تتخبط بإحباطِِ أثناء ترجله من درجات السلمِ متوسِّطَة المنزل الفسيحِ و كله اقتناع أنه الملام الوحيد بفوضى المشاعر هاته..

إليكم ملخص شامل لمقتصده..

بعد أن قضى ليلته يضمُ جريح الفؤاد لصدرهِ هو وعد أنه سيجعل لذاته صبراً ما بعده صبر بهدف الحصول على الأخير،

هو لن يهتم للعناد الذي مضى رافِضهُ متخذه و لا لِغُمارة عِباراتِ الرفض التي سيقذفها بوجهه رغبة بإبعادهِ،

هو حتى قطع على ذاته عهداً أنه سيندفع لتقبيل ذاك الفم الآثم إن حدث و عاد ليغدقه بهراءِ
"أنت شاذ، أنا لا أواعد الشواذ"
"لا ترني وجهك مجددا" و ما إلى ذلك

لكنه و لسبب ما و بلحظته الحالية يشعر بالجحيم يتقِدُ بدواخله كلما قُطِع إتصالهُ معلناً أنه يتم تجاهله عن عمد من قبل شديد العنادِ خاصته

أعني.. الساعة تقارب الثامنة من صباح الأربعاء لذا لا بد و أن الأخير يصول و يجول بأرجاء شقته إستعدادا للخوض بروتينِه المكتظ فلما لا يجيب ندائه القلق و اللعنة؟!

إلا إذا أخذ يومه كإجازة من عشرات الوظائف التي يشغلها و إستلقى وحيداً يبكي ألم فقدانه الحديث لوالدته من دون حضنه المواسي..

تنهيدة غاضبة محملة بكم وافرِِ من القلق صدرت من بين شفتيه حالما إمتنع عن قذف هاتفه عبر آخر منعطفِِ للبهو، و ما إن فعل حتى تنبه لنظراتِ كُلِِ من والدته و زوجها اللذان إستقعدا يحصلان على فطورهما،

من على أواخر درجات السلم هو وقف بينما يحكم القبضة على هاتفه الذي كان على بعد شعرة من الغدو مهشماً و بمبسم مصطنع بحتِِ قابل كِلاهما

"أثق الآن أنك فقدت عقلك لا محالة"

والدته نوّهت،
فما كان له الإعتراض عن هاته المسلّمة البديهية

هو يشعر بالفعل أنه يفقد أواخر ما تبقى من خلايا عقله السليمة على أية حال..

و لو أنه كان بسبيله نحو قيادة دراجته النارية لشقةِِ معينةِِ تحوي عنيداً معيناً إلا أنه و دحضا لمحاضرة علم السلوك التي ستلقى عليه من قبل المرأة هنالك أعرض و قرر المشاطرة بطعام الفطور علّه يسلم من ذلك

-Triple Miserable. |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن