١٦.

470 29 115
                                    



_


صبيحة الإثنين عادة ما جسّدت أحد أكثر الأوقات صخباً بأرجاء الشقة الملعونة بالبؤس
-بناء على معتقد جاي اليقينيّ-

لكن و لسبب ما، صباح اليوم حمل صمتاً مخيماً على كل ركن من أركان المنزل
حتى و بتواجد أحد المستيقظين مستندا ضد منضدة المطبخ..

سونغهون، و بإعتباره المستيقظ الوحيد من بين قاطنِي المكان لم يحتج إحداث أي ضوضاء لمجرد حصوله على كوب من الحليب الدافئِ،

بالمقابل هو حصل على لحظات من السكون الروحي أثناء مناظرته لإشراقة الشمس المبهجة وكذا إطلالة الحي الخلابة

حسناً.. و لقول الصدق،
لم يكن هنالك لا شمس مشرقة -نظرا لأن الجو أنذر بوجود أمطار عاتية- و لا إطلالة أخاذة -كون حاوية القمامة إضافة لغسيل عائلة تشوي هو كل ما قابله-
لكن ربما لأن مزاجه متحسن هاته الفترة فبوسعي إخباركم أنه غدَا يرى الحياة زهريةً و دروبها مليئةً بالشموع المعطرة كما مُلِئت أرجائها بالعصافير المزقزقة.

إبتسامة رقدت ضد شفتيه بلا شعور حالما إنتبه على الإيجابية التي مضت تتلبسه مؤخرا،
و أقصد بمؤخراً طيلة الأسبوعين الماضيين اللذان يعتبران الفترة التحديدية التي مضى بها بعلاقته الرسمية..

ضمن هاته الفترة، هو شعر بذاته تنسلخ عما كانتهُ وكأن شخصاً مغايراً حلّ محلهُ، و الجميع لاحظ ذلك بالفعل

بداية من جاي وجايك اللذان خمّنا الأسباب و أغاضاهُ بشأنها مروراً بزملاء عملهِ وصولاً لبائعي البقالة بالشارع المقابل

الكل لمح إشراقتهُ السعيدة،
و هو و بواقعه ممتن لمتسببها..

الإبتسامة الهادئة إزدادت إتساعاً حالما صدرت نغمة هاتفه توقظه من سهوة سعادتهِ،
و لأن المتصل كان بديهياً فهو ما إحتاج التفكير الكثير قبل أن يجيب النداء دون تكلف عناءِ إخفاءِ حماسه

"صباحكَ خيْرٌ سونغهوني"

بلى.. هذا ما مضى عليه صباحهُ مؤخراً،
و هذا ما تجسدت به أسباب سعادته الحالية..

حبيبه المراعي حرص و طيلة الأربع عشرة يوم منصرمِِ على الإتصال كل صبيحة،

بصوته الناعس الذي يتمكن الأصغر من رصد الإبتسامة به هو كان سيتصل، يطمئن على حاله، يمده ببعض المغازلات العشوائية و من ثم يخبره أنه سيراه لاحقاً

و الأمر غدَا بالفعل روتيناً حرص كلاهما على تنفيذه.

"و صباحك هيسونغ"

-Triple Miserable. |Where stories live. Discover now