٣٠.

267 31 376
                                    



_

السكون الذي لاح بالحجرة نافى و بمنتهى البديهية الفوضى التي عشعشت بدواخله

و بالرغم من أن الضوضاء بذهنه قد أفقدته التركيز بما حوله إلا أنه وُجِد بمحلهِ يناظر برنو خالِِ حركة الحي المجسد للمنظر الذي لازم طيلة أسابيعه السابقة..

أعينه تفقدت ساعة الهاتف الذي شغل كفه والتي أشارت بدورها للثانية من مساء ذاك اليوم،

تنهيدة غادرت ثغره الجاف وكان قد تساءل إلى متى سيتعين عليه إنتظار رفيقه بمطلبه بعد

مرت ساعات منذ أن غادر جاي لإحضار المرأة المدعوة وبشكل ما بـ"والدته" ولحد هاته اللحظة لم يحضر الأخير حتى وبعد إتصالهِ المطمئن،

على النظير سونغهون عاد ليلازمه الجلوس الصامت بحجرتهِ دون أن يمده بسبب وجيه لفعلتهِ،
و لو أنه ود لو يطرح تساؤله على الأخير حتى يفهم ما يبقيه مستقعدا رفقته إلا أنه علم أن مساندته للقاءِ الوالدة الحاسم كان جزء من الأسباب..

هز رأسه بعدما تلفت يناظر الرفيق المعني و هو يبحلق بسقف الحجرة بشرود فما لبث بدوره إلا وعاد يعرج لأفكارهِ من جديد

هو كان على بعدِِ ضئيل من مقابلة المرأة التي وُلِد من رحمها، المرأة التي عهد على نفسه عدم مسامحتها ما حيي و كذا المرأة التي سلبها مبلغا من المال و سار يهجرها كما فعلَت معه

وبدل أن يشعر بالتوتر لهذا اللقاء المخطط له هو مكث بمحله يتساءل إذ ما كان طلب مزيد من المال منها بغية تسديد تكلفة عمليته المستعجلة هو أمر مناسب لفعله،

و بلى، هو يلقي اللوم على الصداقة الجامعة بينه وبين شخص يبدأ إسمه بحرف الـ 'جاي' و التي دفعته للتفكير على هذا النحو المادي

لكن من نخدع؟
هو بالطبع سيفكر على هذا النحو خصوصا و هو يرى رفيقاه اللذان لم يكونا مضطران لتحمل تكاليف علاجه الباهضة يصارعان الزمان و المكان لتوفيره له،

لكن و بذات الآن، و بالرغم من أن الثراء الفاحش بدَا على هالة تلك المرأة حينما قابلها آخر مرة و أرغمها على دفع جزء من تحاليله و جزء من تكلفة علاج الخالة بارك
-فلترقد روحها بسلام-

إلا أنه لم يرد استخدام ألاعيبه المحاماتية أو سحبه لحجج النفقة التي يفقه بشكل جيد و من ثم إبتزازها عاطفيا عبر وضع أوراقه المناسبة

ذاك ولأن فعل ما يشابه لم يكن على قائمة الأمور التي يقدم عليها شخص بطيبة قلبهِ،

-Triple Miserable. |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن