٦.

402 30 72
                                    

_


الجو مغيم أكثر من المعتاد أم أن هذا ما يُخيّل له؟

سونغهون،
-الموظف الذي يثق أنه لن يستمر بكونه موظفا بنهاية هذا اليوم- خمن و هو يعدّل ربطة عنقهِ مقابل الزجاج العاكس لجدار أحد أروقة الشركة،

و لقول الصدق هو هرع نحو التفكير بجو اليوم كون تخيله لما سيحدث بالدقائق القليلة القادمة يجعله يشعر بالغثيان..

الخوف من التعرض للطرد، التوبيخ، الإنتقاص و الخيبة كله إنكبّ عليه يجعل من مهمة تعديله لربطة عنقه أصعبَ،

و لأن جاي نسي دوره بِكَيِّ قميصهِ،
فمظهره الفوضوي -إضافة لهالات عينيه- كان الإضافة المثالية التي إحتاجها حتى يفقد ثقته الكلية بذاتهِ.

أساساً هو كان متأكداً أن السيدة لي ستقطع عرضه بمنتصفه حينما تنتبه أنه غيّر من اللغة الكورية للإنجليزية و من ثم عاد للكورية من جديد و ذكر مثالا بالإنجليزية مرة أخرى،

و هو بالواقع قرر أنه سيمثل الإغماء إن سألته عن السبب الذي جعله يقدم لهم عرضا بهاته الفوضوية..

الأمر لم يكن خطأه أساسا،
أحدهم طلب تقريرا باللغة الأجنبية التي لا يفقه منها الكثير و من ثم وصله بريد إلكتروني يطالبه بإستخدام لغته الأم،

فما لبث يسعدُ بهذا التغيير إلا و وصله بريد آخر يخبره أن العرض قُدِّمَ للغدِ بدل اليومين اللاحقين،
فتعين عليه حينها التسابق مع الوقت لتحضير ما يمكن تحضيره.

رفيقاه حاولا المساعدة بما يستطيعان، خصوصا بجانب اللغة التي -كما سبق و ذكرت- لا يفقه بها الكثير،
و هو كان ممتنا لقول الصدق،

لكن و دون أن أخص الذكر،
هو شعر بعدادات السلامة العقلية تُخرّب لديه بكل مرة أمده جاي بالنطق الصحيح لكلمةِِ ما، و أعطى جايك النسخة الأسترالية لذات الكلمة..

لذا تقنيا و حرفياً،
هو يملك حاليا :
عرضا مختلط الأعراقِ بثلاثِ لهجات مختلفة،
مشاكل بالتنفس،
و مظهر غير مرتب..

مثالي!!

تنهيدة منتحبة غادرت شفتيه و هو يعدل ربطته للمرة الخمسين بهاته الصبيحة،

فما كاد يصلح حالها إلا و هتف أحد الموظفين بإسمه مُعلناً أنه وقت إجتماعهم..

حدث و سمع همسات الموظفات عن وصول المدير الوسيم دقائق سابقة، و لأنه كان متأخرا كما تقتضي العادة فقد فوّت مشهد البساط الأحمر كما مضين يصِفنَهُ،

-Triple Miserable. |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن