٢٠.

495 28 161
                                    

_

صقيعُ الصبيحة الشتوية نخر عظامه أكثر مما حدث و فعل يوماً و لو أنه إقتعد بحيزِ السيارة ذات نظام التدفئة المفعّل،

و حيثما أُمِر هو مكث عاجزاً قليل الحيلة فيما يجدر به فعلهُ.

ذراعاه نوّطتا جانبيه علّه يدثر بفعلته تجمدّ دواخله و قواطعه عبثت بشفاهه المرتجفة تعيث برقتها فساداً،

قدمه إهتزت بعنفوان متوترِِ و طرفا إبهامه دُكّا من قبل أظافره دكاً

هو كان على علم أن توتره، قلقه، و كذا مخافته مما يحدثُ لن يساعده بشيء لكنه ما أسعف ذاته ومضى يبدي ذات الأحاسيسِ..

محبوبه طلب منه إنتظاره لدقائق معدودات حتى يوافيه لكنّ الوقت قارب نصف ساعة منذ ذلك الحين و لا أثر للأخير، و ضمن هذا الميقات هو ما إنفك يضرب الأخماس بالأسداس تفكيراً بأسوء الإحتمالات و أكثرها سوداوية.

إنتحابة مثقلة غادرت شفتيه أثناء إلتفاته لنافذة المركبة المفتوحةِ مُعرِبا بذلك عن تكاثفِ بخارِِ تلاشى و ندفات الثلج التي إستمرت بإنهمارها مضيفة صقيعاً فوق صقيع أفكارهِ،

و لو أنه علم أن تمكثه القَلِق لن يعود عليه لا بنفعِِ و لا بضرر إلا أنه ما لبث إلا و إنغمس بإحتمالاتهِ أكثر فأكثر..

لحسن الحظ،
و بعد مرور دقائق أخرياتِِ بَدَيْن بالنسبة له أطولَ،
هيسونغ أقبلَ،

بوابةُ المنزل الفخمة صُفِعت من خلفه و قد سار يضرب الأرض عَجولاً بينما ينقر بعنفوانِِ ضد شاشة هاتفه..

ذاك و بلا ريب أثار خيفةً بنفسِ مُنتظِره الذي راقب إقبالهُ بدواخل منقبضةِِ عادت لتبث به سموم معتقداتها،
و لعل عدم رفع الأخير لنظراته نحوه كان ما زاد أمرهُ حواجاً..

هيسونغ بدَا مختلفاً،
مختلفاً للحد الذي يجعله يكاد يجزمُ أن ذا الحاجبين المقطبين و الملامح المتجهمة لا يكون ذاته خليله ذا الحلول الدافئِ

و حتى بعد إنضمامهِ لجانبهِ مقتعداً، سونغهون ما شعر بالأمان يستوطنهُ كما إعتاد الشعور بكل مرة يُقبِل بها الأخير عليهِ.

مركبتهما وصلت الطريق العام بمسيرها بعدها و حتى هاته اللحظة سونغهون ما شعر أنه كان مرئيا للمنشغل بمحادثته الهاتفية، و لو أنه ما أراد جعل الأمر يتعلق به إلا أن تصرف الأكبر المنافي لإعتياده ما ساعد

أعينه ناظرت قبضة السائق و هي ضد المقود تشتد حتى إبيضت مفاصلها و مسامعه شخصت تستمع للمحادثة المتحدمة فما لبث يستجمع شتاته و تبعثر أفكاره إلا و قوطع بفعل نبرة غاضبة أضافت لرعبه رعباً فوق رعب

-Triple Miserable. |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن