١١.

642 36 96
                                    


_

الصباح حل،
و بحلوله الأعين فُتحت و القلوب أشرقت،
العصافير غرّدت و التفاؤل تفشى بين الأرجاء كتأثير شموع معطرة على الأجواء،

حسناً ليس تحديداً..
نحن هنا بالواقع لذا أي كان ما تم سردهُ قبل قليل فهو محض إختلاق

خصوصا بالنسبة للفرد الذي نحن بصدد ذِكرهِ..

جاي الشخص الصباحي عادة قضى جُلّ صباحه بالتقلب ضد أغطية مفرشهِ الأرضي بلا رغبة بالنهوض،

الأمر سبب حيرة كِلا شريكي سكنه بالواقع و اللذان ما إنفكا يقتحمان حجرته إما للسؤال عن غرض جهلا مكانه أو للتأكد أنه ما يزال على قيد الحياة،

جاي لم يفوت نظرتيهما القلقتين أثناء ذلك، و لأنه لم يرغب بجذب الشكوك نحو معنوياته المحبطة فقد أبعد توبين الحماسي -الذي جهل متى دلف حجرته-من فوق جسده و إستنهض مرغما لمباشرة يومهِ

الأربعاء عادة ما كان يوما غير مشغول نسبة لرجل كثير الإنشغالات مثله، بالمقابل هو يمتلك بخضمه ليلة طويلة من العمل في الملهى

الأمر يثير حماسه عادةً، فالملهى كان و بالأخير مكاناً يحضى به بلهوهِ بعيدا عن روتينية أيامه،
لكنه علم أن الخوض بالشرب و اللهو بوضعه الحالي ما كان أوج ما كان بحاجته،

و لو أنه آمن أن الأمر لن يساعد بشيء إلا أنه علم أن التغيب عن دوامه لن يكون أفضل قرار يتخذه..

كان من الأحسن له أن يضع مزاجه و نفسيته و أحاسيسه جانبا حتى يباشر يومهُ و هو بالضبط ما عمل على فعله حالما إستنهض من فراشهِ..

كفه إمتدت لتلتقط توبين الراكض من بين قدميهِ، في حين عملت الأخرى على ترتيب خصيلاته المبعثرة

و حال ظهور هيئته بالمطبخ الكارثي، هو أدرك مدى فداحة خطأه بتأخره بالنوم لأزيد من نصف ساعة..

عُرِفَ على 'سونغهون جَلّايَةُ الصحون' الفشل بموضوع الطبخ لذا حُرِم من فعل ذلك طالما شيفُ المنزل موجود،
هذا كان أمرا متفقاً عليه

لكن جايك..
جاي إمتلك شيئا من الأمل تجاه جايك
بيد أن آمالهُ هُدِّمت بلا هوادة حالمَا ناظر الفوضى المُحدَثَة بالحجرة الضئيلة

"حضرنا الفطائر"

لرؤية نظرته المظلمة، السائمة و كذا المشتعلة سونغهون برّرَ، و لأن النظرة لم تتغير فقد إحتاج الإحتماء بشيء ما قبل أن يُقذفَ بتوبين المتحمس على وجهه،

-Triple Miserable. |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن