٢٨.

406 33 561
                                    



_



الندم؟
أكان هذا المصطلح الأنسب لوصف ما جابه بلحظته؟

كلا..
بالواقع اللفظ لوحده ما كان كافيا لتغطية كافة المشاعر التي تكالبت عليه

هو لم يكن نادمًا فحسب بل غاضبًا، ساخطًا، مستاءً وحتى ماقتًا لكل ما حدث نتاجًا لتماديه

و أنى له ألا يفعل و وحده من أوصل الأمور لهاته المواصيل؟

هو ضغط بقدر وافرِِ على الرجل حتى يصل لمرادهِ لكنه ما أدرك أن ضغطه كان ليقود لموضع كهذا و إن تم إخباره أن مطاف أفعاله سينتهي به ها هنا فما كان ليقدم على خطوة مشابهة وكان ليصدق بإفتراضاته دون حاجة لا لإعتراف صريح ولا دليل ملموسِِ..

الآن.. و بعد عروجهِ منزلهُ و الغاضبُ المستاء مرافقهُ هو وقف بمحله جاهلا ما يفعله،

هو لم يكن معتادًا على هاته النسخة من محبوبهِ الهادئ ذا التصرفات الرصينة، و رؤية التخبط الذي عاناه الأخير أثناء دلوفهما حيز غرفة معيشته الساكنة جعله يتوجس اللاحقَ..

خطواته تباطَأت كلما مضى سونغهون بالغرفة أعمق و لأنه شهد رواحه وجيئته مرارا فقد قرر التخفي وسط المشهد حتى يُهدِّأ الأخير من روعه

"لما أحضرتني لهنا؟"

بلحظة ما من سكون الأجواء المشحونة التي أحاطت الأرجاء سونغهون تلفت نحوه،

بقبضتين مشتدتين ضمن كِلا جانبيه سأل وقد إرتدى الإستياء تعبيرا،

فما كان لهيسونغ ليجيب مباشرة بغايته لإحضارهِ ها هنا و هو يرى كيف أن الأخير على بعد شعرة من الإنقضاض عليه

و بواقعه هو لم يكن ليمانع لو أقدم سونغهون على ذلك،

إن كان تلقي نصيبه من مثيل ما تلقى الشقيق المدمى الذي تركاه خلفهما قد يفرغ بعضا من الإشتعال الذي يعانيه الأصغر فهو لا يمانع السير بالأرجاء بكدمات تزين وجهه للأسبوعين اللاحقين

ذاك سيكون أهون بمراحل من قلة حيلته الآنية حول ما يجدر به الفعل للتخفيف عنه و تهدئته..

أعينه ناظرت المقلتين اللتان حملتا الكثير بجعبتيهما كما و أقدم على أخذ خطيّات ضئيلات مترددات أقرب و من ثم أعقب بالإجابة التي حسب أنها قد تكون الأنسب بعد وضعِ غضب مخاطبه الشديد بعين الاعتبار

"أحضرتك لنتمكن من التحدث"

حسبما بدَا له،
قوله لم يزد الوضع غير سوء فوق سوئه

-Triple Miserable. |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن