٢٧.

523 30 545
                                    




_

أعينه رفرفت بإنزعاجِِ و فكرةُ العروج لأول محلِِ يقابله للحصول على ستائر حاجبة للنوافذ العارية تراودهُ،

لا يصدق أنه أضحى عليه التعايش مع الإستيقاظ اليومي على إشعاعات الشمس الحارقة التي تضرب وجهه دونما هوادة داعية إياه للنهوض عنوة

لكن و للواقع،
الأمر لم يكن بذاك القدر من الكبر
خصوصا و أن قلبه أوحى له أن الحصول على جلسات إسمرار مجانية كل صبيحة لم يكن بالأمر السيء حقا..

إنقلب بمحلهِ الخالي بحثاً عن هاتفهِ و من ثم تنهدَ بإبتسامةِِ محَت كل شعورِ إنزعاج لديه،

متقبلا أن شمس الصبيحة كانت أفضل ما يستيقظ عليه المرئ،

مبسمه إزداد إتساعه حينها و سرعان ما إلتفت يعانق الوسادة التي حملت من عبق صاحبها ما جعلها تَحُول لقهقهةِِ خافتة جهل أسبابها،

أو أنه أدرك أسبابها بشكل جيد و خاض يجر بعضاً من ذكرياتها..

بأمسهِ، هو شعر كما لو أن عالمه ينهار إثر إمتحانهِ المضاجَع وها هو اليوم يستيقظ وكأنه لم يخض ذات الإمتحان يوماً

يذكر كيف أنه سار بالشقة الخالية بأكتاف متهدلة و حزن طاغي، و يذكر كيف أنه ألقى بجسده ضمن أريكة غرفة المعيشة الباردة إنتظاراً لقدوم صاحبها

ما لم يذكره كان كيف أنه غفَا دونما شعور و عقدة حاجبيه قائمة، لكن ما ترسخ بذهنه بشكل جيدِِ كانت اللمسات الحانيات التي شعر بهن تغمرن خصيلاته بلحظة ما من بعدها

"هل أنا مضطر لضرب أستاذِِ ما؟"

يذكر السؤال الظريف الذي سأله إياه الوافد كأول ما تفوه بهِ كما يذكرُ العناق الذي أخذه بهِ كطريقةِِ من طرق مواساته الناجحة،

هو أرغمه على الحصول على حمامِِ و شراب دافئين من بعدها و من ثم قادهُ لمرقدهما أينما حواه لصدره بينما يستمع لشكاويه و تذمراته دون كلل أو ملل

الآن و بعد أن حامت الذكريات الدافئة بدورها حوله هو فكر أنه و إن كان الحزنُ هو ما سيجعله عُرضة للتعامل الظريف و المهتم مثيل الذي تلقاه ببارحته فأمنيته كانت أن يحزن دائما و أبدا..

بلى، هو بلغ هاته الدرجة من البؤس بالحصول على قلب بارك جاي العنيد..

إستلقى بكسلِِ يناظر سقف الحجرة لدقائق من بعدها قوطِعنَ حالما فُتِّح بابها و أظهر من خلفه الهيئة التي إعتاد الإستيقاظ على تواجدها حوله

-Triple Miserable. |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن