٣١.

244 29 417
                                    


_


"أيها الحضور الكريم.. إجتمعنا اليوم و غايتنا معروفة و مايسعني و من على منبري هذا إلا الوقوف وقفة إجلالِِ لجايك، أو كما كره أن يتم تلقيبه شيم جايون..
أتذكر و إياكم ثلة من اللحظات التي عايشتها رفقته، أحاديث الأريكة التي خضتها بعمق معه و المواقف التي وجدته بخضمها عمادًا عليه ملتُ و ما خبتُ.."

سواد بذلته،
عزم نبرته،
وحتى ثبات وقفتهِ
كلها أمور عززت بالنفر من الحضور رغبة الاِستماع للكلمة الملقاة بآذان صاغية وأبصار خاشعة

"جايك.. أَنَسي وأنيسي،
لا يسعني سوى أن أفخر بك وبمعرفتك كلما اِسترجعتُ كل عقبة تخطيتها و إياك سوية، كل فرحة تشاطرنا تفاصيلها بل وكل كوب قهوةِِ منبِّهةِِ تخاصمنا حتى لا ترهق رأسك السميك بمضارِّه.."

جعل لحديثهِ متوقفا كسب بواسطته مزيدا من الإنتباه، ومن ثم أنكس رأسه بمحاولة لترتيب كلماته المتكالباتِ فما اِستمر إلا بعد لحظاتِِ اِسترجع بخمضهن ثباته..

"لم أخل للحظة و منذ أول يوم قابلتك به أني سأقف وقفتي هاته لقول كلماتي هاته،
لكن ها نحن ذا.."

"أتساءل لما يتحدث كما لو أنه يلقي خطاب جنازتك"

الهمسة صدرت من على الصفوف الأمامية بصوتِِ غير مسموعِِ و إلا فإن التوبيخ كان سيطال جونغوون -هامِسُها- من قبل الخطيب نفسه،

"رباه..
هذا محرج للغاية"

وقد كان دورُ مخصوص الخطاب ليلقي بهمسته حينها وكفه تخفي بحرج ما يمكن إخفاؤه من ملمحه حتى لا يُرصَد أن المتحدث قاصدهُ

فما لبث ينزلق أسفلا إخفاء لهيئته ككل حتى شارك سونغهون مجانبه من على الضفة الغربية

"فلينزله أحدكم قبل بلوغه جزئيةَ صديقي الصدوق رجاء"

"جايك، يا صديقي الصدوق.."

وسعنا توقع أن إنتحابات مجلس الصف الأول صدرت أعلى من ألا تُسمَع، كما وسعنا معرفة أن النفر من معارف القائل يئسوا إنتهاء خطاب الترشيح الملقى،

بدَا من غير المجدي لثلاثتهم محاولة إيقاف عنان بارك جاي بالإعتراف بمشاعره الدفينة لكنهم و مع ذلك اِستمتعوا برؤية هيئته الفخمة و صاحبها يتصرف كما لو أنه للمكانِ مالك..

عادة ما جسّد حفل التخرج الخاص بطلبة القانون الفرصة التي يتخذها العميدُ لإحراج طلبته لآخر مرة،
وذلك عبر دعوة أولياء أمورهم لحفل التكريم و إفساح المجال لمعظمهم بإلقاء كلمة تقدير و عرفان لناجحيهم،

-Triple Miserable. |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن