-Triple Miserable. |

٢١.

_

أسبوعٌ إنقضى تبعهُ آخرُ،
و على الصعيد المفاجئِ كِلتا الفترتين كُلِّلَتا بالروتينية الفذة التي جعلت من بؤسائنا الثلاثة يحتارون فيما يحدثُ،

ثلثهم على الأقل..

فمثلاً جايك،
و بالرغم من مباشرة حصوله على علاج الكيماوي الذي يسبق عملية الاستئصال و يليها، إلا أن أمرهُ لم يُكشَف و عملية تسترهِ مضت بسلاسة أثارت شكوكهُ

هو رجح أسباب ذلك إما لحرصهِ المتقن بإخفاء الموضوع أو لإنشغال رفيقيه الشديدِ عنه

طبعا، هو ما إستطاع غض النظر عن التعليقات القلقةِ و المهتمة التي غمراه بها بكل مرة لاحظ أحدهما أو كلاهما شحوب ملمحهِ و تعب بدنهِ،
لكنه كان ممتناً لأي كانت الأسباب التي تؤخر عليه إطلاعهما

الإحتفاظ ببعضِِ من خافيات العيوب التي إستعارها من سويون لمداراة مظاهرِ وهنهِ، و كذا الإنتباه لتساقطِ خصلاته الأولي -تحسباً- كان بالفعل كافياً لإبعاد الشكوك عنه،

و أجل.. الوحيد الذي كان على دراية بما يحدث معه حاليا كانت جارته سويون،
و التي إكتشفت أمره صدفة بعدما إضطر لتفويت محاضرته و العروج للمشفى لتلقي جرعاتهِ

معرفتها لم تسره بداية كونه يدرك مدى إرتعابها من أعين جاي المشككة و رفعة حاجبِ سونغهون المتسائلة و التي ستخولها لفضح أمره بمجرد أن تنتابهما شكوك حولها

أضف على ذلك رد فعلها المأساوي و نظراتها المشفقة التي تبعت معرفتها و التي ستكون السبيل الوضيح لوقوعه بورطةِ 'إخبارهما مضطراً'

الأمر فقط كان فوضى بتواجدها،
لكنه لا يستطيع نكران أنه كان ممتناً لمساعدتها الجليلة بالتغطية على غياباتهِ و كذا إيصالهِ ذهابا و إياباً لمواعيدِ علاجهِ و لو أنها تمضي بخنق الجحيم من لعنته لإخبارِ رفيقيه لمساندته بمحنةِِ كهاتهِ بخضمها،

هو يدرك أن إخفائه ربما قرار خاطئ قد يكلفه الموت على يداي جاي -و الأسوء من ذلك، على يداي سونغهون- إلا أنه حالياً آمن أن ما يفعله صواب

على الأقل حتى حلول الوقت المناسب..

أما بالنسبة لجاي،
فالوضع راح يسير و على النحو المثير للريبة على ما يرام، بل و على أحسن ما يرام كذلك!

بدايةً، أواخر إجراءات عملية التبرع تكاد تُنفّذُ حتى بعد ثلة العراقيل التي صاحبتها

و التي خصت إستكشاف زوج الوالدةِ -السيد كيم- لهويتهِ كـ 'المتسكع الأرعن الذي كان يجدر به مجابهة السجن الأبدي للكمه وجه جونغوون الملائكي'..