7 | من يكون ؟

992 29 7
                                    

نيران :

أنا جالسة منذ مدة احتسي كوب قهوة دافئ في صباح بارد كهذا ...إخترت طاولة جانبية تطل على الشارع أتأمل من خلالها تلك الثلوج التي بدأت في التساقط..
الناس يركضون نحو المجهول ...كل شخص يحمل بداخله هما وقصة لن يشاركه أحد فيها ...

فجأة بلعت ريقي بتوتر وأنا أشعر بشيء غريب...
كأن هناك شخص يحدق بي !!
أعرف هذا الشعور إلتفتت حولي لأجد بعض الأشخاص فقط في المكان وكل منهم يفعل شيئا معينا ...
هززت رأسي وأكملت مراقبتي للثلوج ...
وبمجرد إنتهاء كأس قهوتي ..نهضت وأنا أنوي الخروج من المكان لأتجول قليلا ...فيبدو أن رحلتي ستكون فردية مع هذان اللذان أتيت معهما ...واحدة نائمة والآخر لا أدري أين إختفى ...

سرت بضع أمتار كي لا اضيع ومن حسن حظي وجدت بعض الكراسي التي لم تمتلئ بالثلوج بعد ..
إستقريت على أحدهم ...وأنا أبتسم وأشعر بأن هناك اجنحة نمت بظهري اليوم ...كأنني سأطير عما قريب ...

إنتفضت على صوت خلفي إلتفت أنظر لأجد قطا يتجول بالمكان تبا لما أنا متوترة؟؟

تنهدت ثم نهضت كي لا أصاب بالزكام ..
سرت ببطء عبر الشارع ليصطدم بكتفي شخص وهو يمر بجانبي إلتفت ناظرة له لقد كان يرتدي الأسود وهو ملثم بالكامل ..يبدو غريبا حقا وقفت في مكاني أحدق به وهو يبتعد بخطوات رزينة سريعة وغاضبة دون أن يعتذر حتى على إصطدامه..كأنني هواء !..ليستقل سيارته السوداء وهو يغلق الباب بعنف .

بقيت انظر للفراغ حائرة ..
لما لا استحق أن يعتذر مني الناس بعد ان يخطئوا بحقي ؟؟
لما يتم تجاهلي رغم أنني لم اكن يوما مذنبة !!؟

هززت رأسي بإستخفاف وأنا أكمل طريقي ..

•••


نظر عبر مرآة السيارة إلى تلك التي دخلت للفندق بخطواتها البطيئة ...ضرب المقود بيديه بعنف كم يريد تحطيم كل شيء..

•••
دخلت نيران لغرفتها لتجد زوجها العزيز يجلس على الأريكة يعبث بحاسوبه ونظراته ملسطة عليه بتركيز  ..
تأففت من هذا الروتين وتنحنت تحاول لفت إنتباهه ليرفع رأسه ناظرا لها ..
ثم يقول
"وين كنتي ؟؟"
ردت
"خرجت برا تمشيت ...نتا وين كنت ؟"
رد بعدم إهتمام
" نخدم ...اصلا جينا هنا على جال نكمل واش عندي "
هزت رأسها بعدم إقتناع ثم توجهت للسرير وجلست عليه تقرأ روايتها ...
عم الصمت الخانق في المكان ثانية ...

رن هاتف يونس رفعه ليرى الإسم ثم رماه ثانية بجانبه لكنه رن عدة مرات دون توقف ...
عقدت نيران حاجبيها بريبة تريد معرفة من المتصل ...
لمحته وهو يكتب رسالة ثم يضعه ويدخل للحمام كي يستحم ...يبدو أنه ينوي الخروج ..
نهضت بسرعة وحملت الهاتف تنظر للرقم لتجده غير مسجل بإسم أحد..
ترى مع من يتحدث ؟؟
هل يعقل أن تكون إمرأة !!
عند هذه الفكرة عقدت حاجبيها والغضب يتسلل إليها...
هي لا تشعر بالغيرة لكنها لن تسمح له بإستغفالها أو التقلييل من شأنها  ....
إهتز الهاتف في يدها معلنا عن وصول رسالة
بلعت ريقها وفتحتها لتجد محتواها
" نتلاقاو في*** على 13:30"

لم تكن صدفة! ( مكتملة )Où les histoires vivent. Découvrez maintenant