لم تكن صدفة! ( مكتملة )

8 | مريب

ربما نحب أحيانا بصدق
لكن الحياة تأتينا برأي آخر ..
تخبرنا به أن الحب وحده لا يكفي ..

_____________________

لقد مرت الأيام طويلة ومملة على الثلاثي في ألمانيا ...
كان يونس منشغلا يوميا في عمله الذي لا ينتهي..
في حين كانت يسرى تخرج مع نيران للتنزه او التسوق..

اليوم وفي حوالي الساعة التاسعة هناك ملتقى مهم لشركة يعمل معها يونس ..
وعليه حضور الحفلة مع زوجته ..لقد طلب منها ان تجهز نفسها..

وقفت تنظر لنفسها في المرآة وهي بثوبها الأزرق الملكي .. ذو الأكمام الطويلة ..
تركت شعرها منسدلا على كتفيها بأناقة ..
وضعت أقراطها اللؤلؤية ..
وآخر اللمسات من المكياج ..

أوه !
الإنسان قد تغيره جودة ونوعية ملابسه كليا !
إنها تبدو كأميرات ديزني ..

إبتسمت برضا عن مظهرها ثم إرتدت كعبها العالي وخرجت تبحث عن يونس ..

وجدته يعدل ربطة عنقه..
تنحنحت وقالت
" كملت "
رفع نظره لها عبر المرآة وقال
" إستناي دقيقة نريڨل روحي "
هزت رأسها وجلست ..
إلتقطت صورة وأرسلتها إلى أختها التي كانت قد طلبت منها أن تشاركها طلتها للحفلة ..

وصلتها رسالة من اختها
( راكي تهبلي... يونس باين طار عقلو فيك)

عقدت حاجبيها وتساءلت في ذاتها لماذا لا يمدحها في شيء بل ولا حتى كلمة طيبة ..؟
كلامهم يكاد يكون رسميا بإمتياز..

ما بال هذا الرجل ليس ككل الرجال ؟
هي لا تتسول الحب ولا الكلام المعسول إنما امره مريب جدا ..

أفاقت من شرودها عندما قال
" هيا نخرجو "
هزت رأسها ولحقت به بخطوات متماطلة لقد سئمت من هذا الروتين ..

دخلا إلى قاعة الحفلات في الفندق ..
جلسا في الطاولة المخصصة لهما ..
ومرت الحفلة بين تصوير وخطابات وكذا تهنئة له على زواجه ..

تنحنح يونس قائلا
" ضوك نجي ما تبعديش باش كي نرجع نلقاك "

هزت رأسها بضيق من طريقة تعامله لم تعد تطيق البقاء معه في مكان واحد صحيح من قال أن الوقت يكشف كل شيء وهذا الرجل فعليا لا يناسبها ...

حملت كأس العصير ترتشفه بهدوء وتنظر إلى هذه الوجوه المخملية التي تعيش في أفضل الطبقات الإجتماعية على الإطلاق ، جميعهم يهتم بالمظاهر والأسماء ..قد يتم إحتقارك هنا لأنك لا ترتدي آخر إصدار من علامة تجارية عالمية ..