2 | ما هذا ؟

1.6K 45 15
                                    

مرت أيام طويلة بين تحضيراتي لإطلاق أفضل مجموعة قمت بتصميمها ..
خلال هذه المدة كان أبي وأمي يحاولان جاهدان لإقناعي بالزواج وقبول عرض أحدهم لكنني فعليا لا أريد التورط بشيء كهذا لقد إمتنعت عن التفكير في الأمر يكفي ما عانيت بسبب تهوري لمرة لن أكرر ذلك...

الساعة الآن تشير لل10 مساءا أنا جالسة في سيارتي السوداء على شاطىء البحر شعرت بالملل في المنزل بعد ذهاب أمي وأبي لمنزل أحد أقاربنا أعتقد أن عندهم حفل زفاف...
أنا لم أعد إجتماعية بل أنني قطعت علاقاتي بجميع أقاربنا بعد كلامهم عني عندما تم إلغاء زفافي ..تعرضت للشتم ولكلمات جارحة دون فهم للقصة ...
كم هو ظالم هذا المجتمع مع المرأة..!!

بلعت ريقي والغصة تخنقني...
تاريخ اليوم هو 11/2/2022
نفس تاريخ وفاتي
اقصد وفاة نيران القديمة..
وولادتي !

لقد تم تركي في هذا اليوم ..
لقد تعرضت لخيبة تكفيني لمئات السنوات في يوم واحد .
لقد خسرت كثيرا من الأشياء ..

لو تزوجت ذلك اليوم لكنت عشت معه 8 سنوات ..ربما كنت أملك طفلا صغيرا ..أو حتى فتاة..
بذات عيونه ..رموشه الكثيفة ...
أو حتى نظراته الحادة...
آه ..
كم أنا بائسة ما زلت أتغزل به رغم كل ما فعله الوغد الحقير..

علقني به لدرجة لا يمكن وصفها ثم تركني ...
دون تفسير منطقي..
نطق كلمة واحدة وهي " انت طالق "

ومنذ ذلك اليوم لم اره ولم اسمع عنه شيء كأن الأرض إنشقت وبلعته..
سألني أبي وأمي عن سبب إلغاء الزفاف ولأنني لم أكن أملك أي تبرير حينها ...قلت أنني أنا قررت ذلك ولم أعد أريد الزواج ...

لن أكون بحاجة لإخباركم عن كمية المشاكل التي حدثت حينها...
وأنا في عز صدمتي ...

اووف دعونا من تلك الذكريات ..
لأفتح هذه النافذة كي تدخل قطرات المطر قليلا..أحب هذه الأجواء..
بل لما لا أنزل ؟؟
فتحت الباب ونزلت بخطواتي البطيئة أشد المعطف على جسدي..

وقفت أمام الشاطىء ..
أستنشق هذا الهواء البارد لعله يجمد غصتي..

سمعت صوتا خلفي وبمجرد إلتفاتي لم أجد شيئا ..لا بد أنني أتخيل..
ادرت وجهي..
لكنني سمعت صوت أقدام..
تبا من يكون هذا ؟؟
إلتفتت انظر لأرى حركة غريبة خلف إحدي الشجيرات..بجانب الكرسي
تبا تبا علي الذهاب لست في مزاج للتورط مع أحد
ركبت في سيارتي ..وأدرتها كي أخرج للطريق الرئيسي..

لكن هناك شيء جعلني أتوقف لبرهة ..
إنه ذات الشخص الذي ألمحه كل سنة في هذا الوقت..

يأتي هنا ويدخن لمدة طويلة ...كنت آتي هنا كي أتذكر ما حدث لي وأشجع نفسي على المضي قدما وأنه لا وجود لشيء يكسرني...وكان دائما هنا ..

لم تكن صدفة! ( مكتملة )Où les histoires vivent. Découvrez maintenant