عَهـَد

41 - عهَد

مرّت الأيام و عدّا على غيابي ثلاث أسابيع بالضبط، كنت أحاول أضيع وقتي مع فهده بأي شيء، طول أيامي أقوم من كوابيسي اللي كلها عن بدر .. أقوم و بقلبي ألم أقوم بعقل تايه ما يدري وش يسوي

فهده اللي ما كانت تجلس مع أهلها إلا مرة صارت تجلس دايم عشان تغير من جوي، صرنا بشكل شبه يومي نجتمع بالصالة مع شاهي أم فهده و تتضارب مع فهده دايم عشان تشغل لها المسلسل اللي تحبه و إذا شغلته تلهى و تسولف معنا إلين تخلص الحلقة بدون ما تحس

صرنا بكل مرة نرجع من أي مول نلقى أم فهده تنتظرنا نجي ونسولف عليها لأنها تدري أن فهده ما تمر عليها طلعة إلا وهي جايبة العيد

رغم كثرة طلعاتنا إلا أني ما كنت اشتري لنفسي شيء، استخسرت على نفسي الفرحة ولو أني كنت أظهرها لهم، في كثير من الأحيان كان الوقت اللي نرجع فيه من طلعتنا فهده تجلس مع أمها و أنا أروح الغرفة بأي حجة، وأبقى أبكي على نفسي وعلى قلبي المنشغل ببدر إلين أنام بضيقتي، أكلم حور و اسألها عنه و غالبًا كانت تقول أنه ما عاد له حس و توجع قلبي أكثر

كل مرة أقول بتأقلم ألقى نفسي أنهي يومي بالنوم وصدري ضايق

قلبي ينغزني دايم .. وأسكته، أدري أن كل اللي يصير لأني أحبه و ما تعودت يصير بيننا زعل طويل .. ماهو لأنه يحبني أو ينتظرني

بكل مرة أجحد حبه لي كان قلبي يذكرني بكلامه، رسايله و نظراته، وأكذب قلبي وأصدق ظنوني ...

فهده : عهد .. عهد اصحي صرنا العصر وأنتِ للآن نايمة ما صارت!

فتحت عيني و عبرت عن رفضي برفع البطانية على وجهي، شالتها عني و هي تتوعد أن اليوم بتخليني بالبيت لحالي

عهد : أمك سافرت صح؟

فهده : لا بكرة طيارتها، قومي والله مليت

عهد : خلاص بقوم

فهده : فيما تخلصين وتصحصحين بطلع أجيب من القهوة اللي بجنبنا، تبين أجيبلك؟

عهد : جيبي لي بلاك كوفي

فهده : تمام، لما تطلعين من الغرفة خلك بحجابك لأن ثامر موجود

عهد : الحين مو كان يجي ويكند بس؟ وش سلّطه فجأة؟

فهده : مدري عنه حتى أنا مليت منه و صح لا تنسين تاكلين وتاخذين أدويتك، بااي

طلعت فهده و أنا قمت أفرش اسناني، صليت الظهر اللي فاتتني و طلعت للصالة بسأل خالتي أم فهده