تحَت الإجبَار

10.5K 120 27
                                    

تحَت الإجبَار

بِالإجبار مَا حدث و يحدث بِالإكراه تجدُ نفسك فجأةً و بين عشيةً وضحاها مُكبلًا بِسلسلًا مِن القّيد و التحكُم!
سلسلٌا لا تعرفُ إلا التجبُر، و كان السعيُ وراء الإنتقام أمرًا مُدبر و إنّ تأخر الإنتقامُ إلاّ أنهُ و فِي الخِتامِ سَيحضُر!

*****

تصلب وجهه بِقسوة و هو يشوف لِـ عيونها اللي كانت تتحدي فيه بِجُراءة شديدة خلت مِن ضحكه ساخره تفلت منه و هو يشوفلها بِإزدراء و نظرات منقرفة و قال

"و هو انتِ بالأصل شن تعرفي؟ شن هو اللي تعرفيه باش قاعدة تناطحي؟ إنسانة غبية ذرة عقل ما فيكش اللي يشوفك لِـ أول مره يعتقد إنك قوية لكن الحقيقة واضحه حُثالة و أقل ما يقول فيك تعديتيني و تصرفتي مِن دون ما ترجعيلي و اني حذرتك مِن قبل! حذرتك مِن اللعب مِن وراي و مِن دون أذني!"

ضحكت بإستخفاف و هي توقف قادمه بِتحدي و جُراءة بِالرغُم مِن الدموع اللي تبثو فِي محاجر عيونهَا و هي تقول

"شرف ليا نكون حُثالة و غبية و بدون عقل و مريضة و حتى إن نكون حشرة! شرف ليا لأني بنت عيلة ما أذتش حد، بنت عيلة تربت تخاف على سُمعة اللي رباها! و لكن انتو شن؟ حاسبين نفوسكم رجالة؟ و بنتكم مدنسة شرفكم و لاعبة تسعة مِن إستراحه لِـ إستراحه و من شقة لِـ الثانيه؟ اني لو مكانك نمشي ندفن روحي بدل ما نجي ناطح! مركبتلكم قرون بنتكم اللي واثقفين فيها!"

إلتمعت عيونه بِغضب عاصف و هو يشوفلها بِعيون حُمر خلوهَا ترتجف بِرعُب و هي تشوفله كيف قرب منها و هو يقول

"ما سمعتش كويس شن قُلتي عاودي ترا!"

بلعت هي ريقها بِخوف و هي تشوفله بِتحدي و حدة و بِالرغم مِن خوفها إلا انها إبتسمت بِستهزاء و هي تراقب فِي تعابير وجهه بِأستفزاز قبل ما تقول و هي تشدد على كلامهَا بِتهكم

"قلت أنتو مش رجالة! و الدليل موجود لوطه بنتكم ركبتلكم قرون و إستهزت بيكم و لو كُنت اني مكانك راني دفنت نفسي! نقولك حاجه؟ مفروض تتحشم إن أسمك سند بعد عملة بنت عمك السوداء مفروض تسمي نفسك سندس!"

ضحك بلا مرح و هو يشوفلها بِصمت قبل ما و بِشكل مُفاجأ قرب منها و هو يمسك فِي ذقنها بِقوة أوجعتها و قال

"اني شكلي عطيتك وجه أكثر مِن اللازم و الباين إنه جي الوقت اللي نردك فيه لِـ حجمك الطبيعي و نوريك لو كُنت سند و لا سندس!"

مَا كانت الرغبةُ فيكِ، و لا كانت النيةُ فِي أن أُوذيكِ.

*****
تحت الإجبار
رواية مِن داخل المُجتمع الليبي
إبتدًاء مِن الـ ٢٠. رمضان . ١٤٤٤
جميع الحقوق محفوظه ©.
كتابة: وصال.

تحَت الإجبَارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن