الفصل السابع "هم على وفاق"

369 11 2
                                    

"أَتُرى حُبّي لِسُعْدَي قاتِلي،
وإذا ما أفرَطَ الحُبُّ قَتَلْ"

__♡__

ولجت الى هذا المطعم الفاخر بهيئتها الأنوثية لتجده يقف امام طاولةٍ ما بقميصه الأسود لتبتسم نحوه بسمة لم يراها من قبل وهي تقترب منه وبدون مقدمات احتضنته مردفة بنبرة هادئة
"مرحباً كاسوس"
كانت يده جانبه لم يبادلها من صدمته
"أانتِ حقاً أثينا، وتستقبليني بعناق"
قهقهت بخفة مصححة
"لا أحد يناديك بكاسوس غيري، وايضاً لم اعبر لك عن امتناني جيداً البارحة انت حقاً تظهر بأكثر اوقاتي احتياجاً لمن يراني ابكي دون اسئلة او دون ان اخاف ان اظهر له جانبي هذا"
ابتسم "كاسيوس" ابتسامة ساحرة على كلامها وهو يرفع يده يحاوطها مربتاً على خصلاتها ثم اردف بنبرة خفيضة
"انا دائماً موجود من اجلك أثين.. لا تتردي ابداً بأظهار دموعك وحزنك لي.. لا تتردي بجعلي ملجأك وحصنك وتأكدي انني لن اخذلك ما حييت"
لوهلة نست من تحتضن..بعقلها هو ابن من قتل والدتها... ولكنها نست كل هذا وابتعدت تمازحه
"تتحدث وكأننا عُشاق يا رجل"
ابتسم وهو يسحب لها مقعدها لتجلس وهو قبالتها،فسألته ومازالت ملامحها تحتفظ بالأبتسام
"لما نحن هُنا"
بدأت نبرته بالعودة الى الجدية
"مافيا آل كاڤي، من اكبر عائلات المافيا باليونان مكونة من اربعة افراد، بروسوفرد كاڤي اكبرهم واولاده الثلاثة... الأكبر كالڤيان كاڤي.. الأوسط كيڤين كاڤي وابنته الصغرى كالڤينا كاڤي"
نظرت له بملامح مستفهمة وهي تردد ورائه اساميهم ثم قاطعته بأعتراض
"ما هذه الأسماء الغبية بالكاد استطيع نطقهم، لما هذا بروسوفرد سمى اولاده بهذه الطريقة"
نظر لها يعقد حاجبيه بملل
"ما شأني أثينا"
زفر يهدأ من روعه ثم أكمل
"هذه العائلة ماكرة وتكرهنا اكثر مما تتخيلي يجب ان نحذر منهم فنحن سنسافر اليونان لهم"
اردفت "أثينا" متسألة
"تقول انهم يكرهوننا وسنسافر لهم"
اومأ لها يتحدث بكل بساطة
"لدينا خيارين اولاً عقد هدنة معهم إما قتلهم"
اومأت له وهي تستفسر
"متى سنسافر"

"بعد اسبوع سنسافر نحن الخمسة"
تنهدت بملل فهم بعد جملته بقوا صامتين لفترة طويلة لتقرر هي الحديث
"كاسوس... لما سنقتلهم اشعر بشعور غريب انت تقول اما نقتلهم ببساطة ولكن انا لم اتقبلها ببساطة... أنحن سنقتل كل اعدائنا"
قهقهة بخفة على كلامها، لتردف بغضب
"هل ما قلته مضحك"
اومأ لها وهو يصحح مفاهيمها
"مضحك للغاية أثينا... نحن لدينا أعداء عددهم يفوق مخيلتك ان قتلناهم سيحدث انخفاض كبير بعدد السكان، ولكن ان علمتي ما فعله بروسوفرد واخيه بالماضي ستعلمي لما نحن نضع احتمالية قتلهم"
نظرت له تحثه على الأكمال، ليتنهد بهدوء قبل ان يخبرها
"شقيق بروسوفرد هو من غدر بعمي جيلبرت، لسبب لا يعلمه احد سواهم لأن ابي بعد موت والدك قتله دون حتى ان يفهم منه... ولهذا خُلقت العداوة هو قتل الأبن المحبب ل آل دوسوفوني غدراً و ابي قتل ابن آل كاڤي الأكبر بوسط بيته بدم بارد "
كانت ملامحها مميتة وهي تسمعه وخطين من الدموع ينسابوا على وجنتيها بصمت، رفعت انظارها نحو "كاسيوس" ليلاقي زيتونيتها المتوهجة بالشر
"لما نضع قتلهم احتمال.... وكيف الأحتمال الآخر هو الهدنة"
ابتسم لها ابتسامة غامضة يعقب
"ف الحالتين هم مَيتين عزيزتي ثينا، لقد اختبأوا كالجرذان منذ ان قُتل ابنهم وظهورهم يعني الأنتقام كما يعتقدون"
لم تفهم ايً مما قاله بل دموعها بدأت بالهطول اكثر فأكثر لذا انتقل الى جانبها يحاوط رأسها يضمها بهدوء
"أعدك ثينا انني سأجعلك تقتليه بيدك"
هدأت من روعها عندما تذكرت انهم بمكان عام ارجعت رأسها تناظره بثقة
"لا اثق بأحد كاسوس ولكنني سأثق بوعدك خيب ظني و أقسم انني سأجرحك بأشد الطرق ألم"
ابتسم لها ببرود وهو يحاوطها بذراعه كي يذهبون
"اتتجاهلني"
قالتها وهم يقتربون من سيارته
"لا يجرأ احد على تهديدي او الشك بمصداقية وعودي ثينا، لذا يجب ان اتجاهلك الآن لأنك تجهلي طباعي، لا اخلف بوعودي ابداً والوعد الذي قطعته كان لك وانتِ ثمينة بالنسبة لي بدرجة تجهليها لذا الأفضل الصمت"
نظرت له تبتسم وهي تستشعر الصدق بكلامه ولكن سرعان ما بُترت بسمتها عندما تذكرت انتقامها، تحب شعور انها غالية عِنده ولكن هل ستبقى كذلك ان علم انها تخطط لقتل والده و كانت ستقتله هو ايضاً، ولجت الى السيارة ولكن لم تتفوه بحرف واحد مجرد التفكير بأنه يمكن ان يكرهها او تكون هي من اعدائه بعد تنفيذ انتقامها تشعرها بالخوف والفراغ، ليس هو وحده بل جميعهم "آرثر"..." آن"... "ألفريد" بالطبع سيكهرهونها ان علموا، ولن توقف انتقامها ايضاً.... لأول مرة تشعر بالرغبة بالبكاء و الحزن يداهمها وحتى لا تستطيع اللجوء الى "كاسيوس"

آل دوسوفوني|| Al Dosophoneحيث تعيش القصص. اكتشف الآن