الفصل السابع والعشرون "رصاصة مقابل جثة"

204 4 1
                                    

«أيُمكن أن أكون الظالم بالنهاية»

_______________

كان "كاسيوس" و "أثينا" مازالوا يَمشون بهدوء جنباً الى جَنب والفَرق فقط أنه كان يحاوطها بيده وهِي مستسلمة تماماً لشعور الدفئ الذي يَنبعِث منه..
"هل سِرك خطير لهذه الدرجة أثين.. لهذا لا تخبرني أياه"
رَفعت عينيها لتتلاقى بخاصته وهي تتنهد بخِفة وَ تُجيبه
"لا أعلم ولكِن ما اعلمه أنني غير مهيئة لأخسر مرة أخرى"
عقد حاجبيه بتساؤل
"بِمعنى"
شَعر بِها تحاوط خصره وهي تُجيبه بِنبرة مهمومة
"بمعني أنني غير مُستعدِة لخسارة الشعور بالدفئ الذي أشعر به حالياً.. وغير مُستعِدة أن ابتعِد عَن عائلتي.. غِير مُستعِدة لخسارتك كاسوس"
قالتها وهي تَعلم ان هذا الكلام سيقلقه أكثر وهذا ما شعرت به عندما صمت وهو يَستمر بالمضي قدماً معها..

___________________

بصالة أستقبال خاصة بمطارٍ ما كانت تقف فتاة ذات خصلات بُنية طويلة، عينان رمادية لامعة ولكن يُزين محياها ملل شديد فهي وصلت منذ ساعة ولكنه لم يأتي.. بقت تنظر في ساعتها وهي تتأفف إلى أن رأته يتقدم إليها بملابسه السوداء التي دائماً ما تُميزه

أقترب إليها وهو يبتسم ليأخذها بعناق بسيط وهو يردف بأشتياق
"اشتقت لكِ طبيبتي إيڤ"
أخفت أبتسامتها سريعاً وهي تبتعد عنه تكتف ايديها بغضب مزيف
"من الواضح اشتياقك لي مريضي ألفريد ولهذا تركتني انتظرك لأكثر مِن ساعة"
نادته بنفس اللقب الذي يناديها به مما سبب بقهقهته على لطافتها، ليتحدث وهو يبرر
"كان لدي بعض الأعمال وإلا أنتِ تعلمين انا لا اتأخر ابداً ثم أنتِ أكثر من لا يجدر به الحديث عن التأخير لقد انتظرتك بالمرة الماضية لثلاث ساعات كاملة ولم تأتي حتى"
انهى حديثه وهو يعاتبها ولكنها لم تهتم بل جرت حقيبتها تعطيها له وهي تأخذ الأخرى وهم يتحركون نحو الخارج
"انت تَردها إذاً.. ولكنني أخبرتك كانت هناك سيدة تَلِد بالمطار لذا ساعدتها فتأخرت.."
كانوا قد وصلوا الى السيارة وهي تبرر له سبب عد مجيئها بعد عدة أيام من ميعاد وصولها
"هل السيدة كانت تَلِد بثلاثة أيام.. لم أعهدك طبيبة فاشلة لتلك الدرجة"
كانت نبرته ساخرة كأبتسامته تماماً وهو يفتح لها باب السيارة، وما ان صعد بجانبها عاودت الحديث
"لقد عدت بعدها للمنزل ولم يكن هُناك طائرات الى إيطاليا سوى اليوم.."
اومأ لها مُتفهم ما تتحدث عنه.. ليبقوا صامتين طوال الطريق الى ان وصلوا امام القصر ولكنها تذكرت شيئ وسريعاً ما سألته
"لقد علمت أن أثينا قد عادت أهذا صحيح"
اومأ لها بالأيجاب وهو يشير لها نحو سيارة "كاسيوس" التي وصلت امامهم
"ها هي"
قالها وهو يترجل مِن السيارة بنفس الوقت الذي ترجل به "كاسيوس" ولكنه كان بجهة "أثـينا" يفتح بابها
"انظروا من عادت"
قالها "ألفريد" وهو يفتح باب "إيڤ" بطريقة مسرحية وهي جارته تنزل من السيارة بتغنج وهي تنظر نحوهم بأبتسامة واسعة
"أنتم مبتذلين"
قالها "كاسيوس" بسخرية من ادائهم لتتقدم "إيڤ" منه تبادر بعناقه
"وانت مُمل"
ابتسم بخفة وهو يربت على ظهرها
"افتقدناكِ ايتها الطبيبة.. انتِ لا تعلمي كم الأصابات التي تعرضنا لها بغيابك"
ابتعدت عنه تسأل بقلق
"من أصيب.."
تكفل بالرد عليها وهو يعد الأصابات التي تعرضوا لها بفترة غيابها ف "إيڤ" هي طبيبتهم الخاصة منذ سنوات بعد والدها
"لقد أصيبت أثينا برصاصة بحفل استقبالها.. آرثر أصيب بروسيا، أثينا جُرحت بسكين بكتفها ولكنني تكلفت بالأمر فأنتِ مُعلمة جيدة "
كانت تنظر له بعدم تصديق..
"كل هذا حدث فقط بستة أشهر ذهبتهم"
كان كلٌ من "ألفريد" و "كاسيوس" يناظروها  بنظرات غريبة، أهي حقاً لا تصدق
"كان من ضمن الستة أشهر ثلاثة أثينا كانت بغيبوبة"
لم تتفاجئ مرة أخرى فتلك العائلة غريبة حقاً
"عذراً أثـينا لم أقدم نفسي بشكل لائق أنا إيڤ للأسف طبيبة هذه العائلة"
قالتها وهي تمد يدها نحو "أثينا" التي تناظرهم بأبتسامة واسعة فهي مستمتعة حقاً بحوارهِم، بادلتها التحية وهم يدلفون لداخل القصر
"لأعرفك بشكل لائق، إيڤ طبيبتنا ولكنها كانت بأجازة لذا لم تريها.. أنها أبنة السيد ويل"
عَرفها "ألفريد" على "إيڤ" الطبيبة ذات التاسعة والعشرون ربيع... التي أبتسمت وهي تنظر نحو "أثينا" فهي تعلمها بالفعل كان أبيها يحدثها عنها وحتى عندما أخذت مكانه لم ينفكوا بالحديث عنها خاصة هو..

آل دوسوفوني|| Al Dosophoneحيث تعيش القصص. اكتشف الآن