الفصل الثالث والثلاثون "تحترق"

227 9 0
                                    

«يبدو لي أن الإحتراق بـِ جحيمك أبهى صور النعيم»

_____________

مَن لا يعلم سَيقول أن تلك حتماً أصوات طبول تُقرع.. أما من يعلم فَـ لن يتخذ الكثير من الوقت بفهم كم كانت "أثينا" مبعثرة تِلك اللحظة.. بدأً من عودته التي رَوَت اشتياقها الذي دام لشهرٍ كامل.. مروراً بأعترافه الذي زلزل كيانها.. وصولاً لقبلته التي قضت على آخر ذرة إدراك لديها
"رؤيتك مبعثرة هكذا ثانِ أجمل ما يمكن تأمله بعد عيناكِ"
لم يكن من الصائب منه التحدث الآن بتلك النبرة في حالتها تِلك فـَ هي مازالت تحاول الإستيعاب أن كل ما هي به حقيقي
"بالطبع لست الوحيدة من امتلكها"
كان هذا فقط ما أستطاعت أخراجه، لَتسمع قهقهته التي زادت على بعثرتها
"ما بكِ لو وُجد بِـ نساء العالم أجمع لَبقيتِ  الأكثر فتنة.. وعيناي لن ترى سواكِ"
إن كان ما تشعر به هذا خطر وسيؤدي لموتِها فَـ هي وبكل صدر رحب مستعدة للموت في سبيل هذا الشعور الذي يزيد غرورها كأنثى
"كاسوس"
نبرتها كانت خفيضة ولم تكن تعلم حتى ما الذي تريد ان تقوله ولكن فقط تريد لفظ اسمه
"كيانه"
قالها وهو ينظر لملامحها المتفاجأة والمبعثرة.. ومظهرها هذا يجعل سؤال واحد فقط يدور في خلده.. كيف لها أن تكون بهذه الفتنة.. كيف لإمرأة أن تكون بتلك المثالية والكمال.. لن يجد تلك الإجابة لأنه لا يعلم سوى أنها هي من أخذت فتنة الأرض لها وأكتفت
"تلك المشاعر.. لم تكٌ يوماً غير متبادلة"
إبتسم إبتسامة واثقة فـَ هو بالفعل يعلم انها تحبه ولكِن "أثـينا" ذات الكبرياء والغرور العالي لن تخاطر بالأعتراف ولن تتقبل الرفض.. وبحق الآله كيف تُرفض
"ماهي تلك المشاعر أثيـن"
سأل بنبرة لعوبة وهو يداعب خصلتيها البندقيتان الذان حجبوا عنه رؤية ملاذه..
"أنت بالفعل لعين كما قلت"
قالتها بنبرة متذمرة فـَ هي تعلم تمام العلم ما يحاول فعله.. هو يستدرجها لقولها صريحة ويعلم انها لن تستطيع، ولكنها لن تعطيه فرصة بالتفاخر ابداً
"أتريد سماع أنني أحبك كاسوس.. منذ كثير من الأعوام.. أم تريد مني أخبارك كم كنت أحترق بالغيرة منذ كنت بالرابعة عشر كلما أقتربت منك أنثى غيري.. كنت ساذجة وأغار من آن أيضاً.. كنت أريد فصل رأس إيڤ عندما عانقتك بأشتياق بعد عودتها.. أم أخبرك أن أكثر ماكان يؤلمني حين عودتي هو كيف سأتمكنمن أخفاء مشاعري تجاهك وكان يؤرقني أنني سأضطر لمواجهتك بأنني آتية عازمة على موتك أو موت والدك.."
كانت تزهر ملامحه بأبتسامة يفيض منها الراحة لسماع كلماتها تلك.. لن ينكر انه كان قلق ألا تكون تبادله المشاعر رغم ان قلقه هذا منافي تماماً لما يراه منها، ولم يجد رداً سوى انه ضمها لصدره ليجعل مشهدهم هذا أكثر هدوء ورقي.. لا يجد كلام مناسب لقوله لها ويعلم انها ستخجل ان تتحدث بالمزيد بعد افصاحها عن مشاعرها، لذا فقط لجئ لأخذها بعناق لا يعلمون كم من الوقت سَـيدوم ولكنهم سـَيحرصوا على أن ستمتعوا بكل ثانية من اول عناق لهم بعد اعترافهم هذا

آل دوسوفوني|| Al Dosophoneحيث تعيش القصص. اكتشف الآن