الفصل السادس والعشرون "يعبث بدواخلها"

220 8 1
                                    

«يبدو انها نقطة الصفر من جديد»

__________________

كان "كاسيوس" يسرد القصة وهو يشعر بشهقات "أثينا" الخافتة و تربيتها المستمر على كفه
"أتعلمين أنني بكيت حينها للمرة الثانية بحياتي بعد وفاة والدتي"
نظرت له وكم شعرت بألمه، وأكثر من شعرت به هو "ألفريد" وهذا ما جعلها تسأل بقلق
"و ألفريد ماذا حدث له"
تنهد بحزن وهو يتذكر كيف مضت تلك السنة الكئيبة عليهم
"لقد مر بأزمة قلبية شديدة بعد دفن إيزار، كان شاب بالسادسة والعشرون فقط و واجه كل تلك المشاكل"
شعرت بالأسف الشديد عليه فما مَر به ليس بالهَين
"هل دخل بعلاقة بعد أغاثا"
أستقام من مكانه وهو يأخذ يدها مرة أخرى ولاحظت انهم متوجهين لخارج الأصطبل
"لا لم يفعل فهو يشعر أنه سيخونها إن فَعل ولكن انا واثق انها ستكون سعيدة ان تزوج مرة أخرى وأنجب حتى"
توقفت وهي تعقد كتفيها وتعقب
"يُقال أنك إن أحببت مَرَتين ف الحب الثاني هو الأصدق لأنه ان كان الأول حقيقي لما أحببت مرة أخرى، يبدو انه يؤمن بتلك المقولة"
أبتسم بسخرية وهو يقلد وقفتها
"و يُقال أيضاً ان ما الحب إلا للحبيب الأول"
انهى جملته وهو يسحب يدها مرة أخرى نحو السيارة وهو ينبس
"لذا لا يجب تصديق مقولات لا تعلمي من قالها"
كان يقولها وهو يدخلها بالسيارة ويلتف ليجلس بمقعده
"وأنت أيهما تصدق"
سألته ولم تتوقع تلك النظرة التي أعطاها ايها، نظرة مصحوبة بأبتسامة خافتة تشعرها أن إجابته ستكون أعمق من سؤالها بمراحل
"لا يهم أيهما أصدق"
قالها وساد الصمت بينهم إلى ان وصلوا الى القصر

ترجلت هي من السيارة بهدوء شديد ولكن لاحظت انه بقى بالداخل لذا تقدمت نحو نافذته وهي تسأل
"ألن تأتي"
اومأ لها بالنفي وهو يخبرها بأبتسامة بسيطة
"لدي الكثير من الأعمال فهناك إمرأة فاتنة أخرتني عن أعمالي"
أبتسمت بخفة عندما علمت انها المقصودة وبدون حرف زائد هي توجهت الى الداخل بعقل مشوش ولكن قلب يدق بشكل تغاضت عنه كي لا تزيد الأفكار برأسها

__________________

في الصباح التالي..

كانت أحدى الخادمات هي من أيقظت "أثينا" تخبرها بأن هُنالك ضِيف ينتظرها بالأسفل، لِذا بالفعل خَرجت من غُرفتها وهي مازالت بِملابس نومها التي عِبارة عن منامة حريرية ذات بنطال قصير يصِل الى ما قبل ركبتيها

كانت تُفكر أثناء نزولها الدَرَج مَن قد يأتي لِطَلبِها أعتقدت أنه "كارلوس" ولكن أبتسامتها زادت إتساعاً عندما وجدته صديقها "ماثيو" ولم تتردد بالركض نحوه تعانقه بحرارة، ليبتسم هو ف "أثينا" من أعز الأشخاص له
"ثينا ما بالك تَركضين الآن، المرة الأخيرة التي رأيتك بها كُنتي مُصابة"
قالها بسخرية ولكن توقف وهو ينظُر لذراعها المُضمدة
"والآن أنتِ مصابة أيضاً، ألا تملين"
كانت تستمع له بملل فهو يتعامل كأم دائماً
"إذا أنتهيت من ثرثرتك امي، عرفني على الفتاة"
قالتها وعي تشير بعينها نحو تلك الفتاة التي تناظرهم بأبتسامة عريضة فهي تعلم من هي "أثينا" بالنسبة الى "ماثيو"، حتى أنها ممتنة لها
"أنا سوزانا سعدت بلقائك ف ماثيو دائما يتحدث عنكِ، وأعلم أيضاً ان لديكِ فضل كبير بوصول علاقتنا الى الزواج"
كانت تتحدث الفتاة والتي تُدعى "سوزانا"، أحبتها "أثينا" فهي جميلة وهي تعلم كم يحبها "ماثيو"
"وانا ايضاً، ولكن بقولك انني لي الفضل بعلاقتكم هذا يعني انه نفذ خطتي وقام بأخطتافك"
سألت "أثينا" وتلقت الأجابة بالأيجاب من "سوزانا"، لتنبس" أثينا" بسعادة
"يا رجل ها هي افكاري تعود عليك بالنفع"
قالتها بضحك وهي تضرب كتفه تحت ضحكاته بسعادة انهم اندمجوا سريعاً ولم تعطيها "أثينا" وجهها الجِدي
"أنا اعلم هذا الرجُل أنه لا ينشغل بشيئ سوى بأعماله وشركاته لذا إن أهملك لا تترددي بأخباري يمكن ان أجد لكِ زوج اوسم منه"
قهقهت "سوزانا" بصخب على جملة "أثينا" و ملامح "ماثيو" التي تحولت الى البغض نحو التي مازال يحاوطها بذراعه
"أحضاري لها الى هُنا لتراكِ كان من أكثر قرارتي غباء أتعلمي"
لم تعطيه أهتمام وكانت ستكمل حديثها مع "سوزانا" ولكن قاطعها دخول "كاسيوس" الذي كان جامد الملامح وعيناه نصوبة نحو نقطة معينة
وهي يد "ماثيو" الملتفة حول ظهر "أثينا"
"ماذا يحدث هُنا"
قالها بعد ان كان مُقابل لوجهها مباشرة، لاحظ "ماثيو" نظراته نحوها لذا تحدث مسرعاً وهو يبعد يده
"مرحباً، أعتقد اننا تعرفنا مسبقاً.. ماثيو الڤاي"
أبعد أنظاره عنها يسلطها على يده الممدودة نحوه ليشبك خاصته بها وهو يردف بنبرة رزينة
"أتذكرك.. أنت صديق أثينا، ويبدو انك تعلم من أكون.."
اومأ الآخر بأبتسامة بسيطة وهو يترك يده، ولكن تفاجئ من سؤال "أثينا" ذو النبرة المتلهفة
"أنت لم تَعُد منذ تركتني؟"
سألته وهي لا تعلم لما أرادت المعرفة، واجابها هو بأيمائة بسيطة من رأسه
ليتحدث "ماثيو" هذه المرة
"حسناً ثينا لقد آتينا لدعوتك لزفافنا و بما ان سيد كاسيوس هنا ايضاً سنتشرف بقدومك ايضاً"
أبتسمت "أثينا" وهي تسألهم بحماس
"بالطبع سنأتي، متى الحفل"
أجابتها "سوزانا" هذه المرة
"انه بالثامنة مساءً"
تحولت ملامح "أثينا" المتحمسة لأخرى مصدومة هل كانوا يتحدثون معها بكل راحة و زفافهم سيعقد ليلا، مما جعلها تُردف بسُخرية
"

آل دوسوفوني|| Al Dosophoneحيث تعيش القصص. اكتشف الآن