الفصل الثلاثون "كثيرٌ على قلبها"

193 9 3
                                    

لـيتني أجهل.. ليتني بقيت صماء عن الحقيقة.. ليتني ام أستمع لما كسرني هكذا..ليتني لم أعلم أن عمري ذهب سدى.. ليتني مِت قبل معرفة الحقيقة»

°°°°°°°°°°°

كان "آرثر" يقف مستنداً خارج باب غرفة "آن" يزفر انفاسه بحنق فهو خرج بطلب منها ولكنه لا يريد تركها مع هذا "كارلوس" وحدهم ولكنه لن يرفض طلباتها

اما بالداخل فكانت "آن" متسطحة على فراشها تناظر "كارلوس" الجالس بجانبها وبالمناسبة حاله لم يكون بالجيد فهو كان يلعن نفسه مراراً على ما قاله بالأسفل، كره كونه أخرج ما حمله لسنوات طويلة... هو ولأول مرة لم يخطط لما سيحدث فيما بعد
"أنت من أنقذني عندما تم اختطافي بروسيا"
فاق من شروده على صوتها الهادئ ذو النبرة الواثقة
"من سيكون غيري"
شعرت بشعور غريب بعد جملته القصيرة تلك.. ربما دفئ كالذي تشعره بجوار "ألفريد"
"أنا أصدقك.. واعتذر منك نيابة عن أبي أنا حقاً أشعر بالحرج منه"
كانت نبرتها متأثرة بالفعل وهي تنظر داخل عينيه الحادة.. هناك الكثير تريد البوح به ولكن الكلمات تخرج من ثغرها بصعوبة بالغة.. جفلت عندما رأته يركع على ركبتيه بجانب فراشها العالي نسبياً، يبتسم بهدوء وهو يقرب يده راغباً بالتمليس على خصلاتها.. ظن انها ستبتعد ولكن وجدها مستسلمة بهدوء ومازالت لم تقطع تواصلهم البصري ليبدأ هو بالبوح بكل ما بقلبه لها
"أحب خصلاتك كثيراً صغيرتي.. أحب لمسها بشدة منذ يومك الأول"
عقدت حاجبيها بتساؤل ليضحك بخفة وهو يجيبها دون ان تسأل حتى
"سأخبرك بسر لا يعلم به أحد سواي أنا وصوفيا.. منذ علمي بحمل صوفيا بفتاة وأنا كنت أقابلها كثيراً بالخفاء كنت متحمس لوجود أخت صغرى لي مرة ثانية بعد ميراندا... ويوم ولادتك كان الطبيب المسؤول عن صوفيا عمي الأصغر لذا أستطعت الدخول لصوفيا قبل الجميع وكنت اول من حملك حتى قبلها.. مروراً بالحفلة التي ظهرت بها بهذا القصر مرة أخرى والأيام التي كنت اتفق مع صوفيا بها كي تأتي بكِ لي ولكنك كنتِ تكبري وترينني كالشخص المرعب الممنوع الأقتراب منه"
لم تتوقع أبداً انه كان مهتماً بها الى هذا الحد لذا دمعت عيناها دون ارادتها ولكنه ازال دموعها سريعاً وهو يبتسم ومازال مستمر يحاول ان يصل لها كم انه يحبها
"ولكنني لم ابتعد بل كنت بجانبك بكل لحظة بحياتك.. يومك الأول بالمدرسة كنت هناك.. تخرجك منها كنت هناك ايضاً"
قالها وصمت يخرج هاتفه يريها صورة تخرجها من المرحلة الأخيرة بالمدرسة.. ابتسمت له ليكمل
"لقد شوهت وجوه الكثير من شباب جامعتك لأنهم فقط حاولوا مضايقتك ولن اتوقف لتعلمي"
قالها بنبرة مرحة لتخرج منها بعض القهقهات العالية.. هي لا تعلم لما تقبلته بهذه السهولة
"انا اعتذر لك كارلوس عن ما فعله ابي مرة اخرى.. انا اعلم ان ما مررت به لم يكن بالشيئ السهل.."
ما كانت ستكمل جملتها الا وشعرت به يضمها نحوه يعانقها بهدوء وهو يردف مغير للموضوع
"لا تعتذري آن.. أنا ابداً لن آخذك بذنبه وايضاً يجب عليكِ الراحة، حديثنا لم ينتهي تعافي فقط وسأعوض نفسي عن السنوات التي لم اكون قريب منك بها"
ختم حديثه يقبل جبينها تزامناً مع دخول "آرثر" الذي ثار لهذا المشهد فهو لم يتقبل بعض قرب "كارلوس" منها هكذا..
"انت ابتعد عنها"
عادت ملامح "كارلوس" للبرود وهو يبتعد عن "آن" برفق كي لا يؤذيها وهو يتخطى "آرثر" بدون كلمة واحدة فهو لا يستطيع تقبله او بالأحرى تقبل أيٌ من تلك العائلة سوى أخته و "صوفيا" وبالطبع من يهيم بحبها.. "أثيـنا" التي بات الوصول لها قريب... وبشدة

آل دوسوفوني|| Al Dosophoneحيث تعيش القصص. اكتشف الآن