الفصل الثاني "موجود دائماً"

875 24 0
                                    


«اكتشفت انني كنت اضع خطط دون وضع حجر اساس انتقامي، لينتهي بي الأمر راقدة بين حِطام خططي الواهية»

_♡_

فاقت من ذكرياتها المؤلمة وهي تكفكف دموعها وتتوعد بأشد انواع الألم التي ستذيقهم اياه، لذا ارتدت هذا الفستان المطابق لفستان والدتها "مارجرت" يوم موتها... عذراً مقتلها... كان فستان ابيض واسع ذو فتحة عنق مثلثية واكمام طويلة واسعة يصل لما بعد ركبتيها ، زينت جيدها بسلسالها الغامض على شكل اسطوانة طويلة وبه اسمها ولكن ليس كامل فقط "أثين"... هذا السلسال حقاً لا تعرف ماهيته هي وجدته على رقبتها قبل ان تذهب من القصر قديماً ولأعجابها بشكله وحبها الشديد لأسمها لم تخلعها الى الآن.... تركت شعرها حر وهي تنظر لنفسها بالمرآة وتنتظر ان ترى كيف سيشعرون عندما يروها بهذا الفستان

ترجلت لأسفل لتجدهم جميعاً مجتمعين على هذه الطاولة الطويلة... على رأسها "آرابيز" وعلى جانبيه "چادير" وبجانبه "صوفيا" زوجته و "آن" و اخر مقعد به "ألفريد"... الأبن الأكبر ل" چادير " وهو يصغر "كاسيوس" بسنة واحدة... نعم ف ابيها و "البرت" و "چادير" تزوجوا بنفس اليوم كطقس لهذه العائلة... و اول حفيدين كانوا "كاسيوس" ثم "ألفريد"... كان صديقها ايضاً ولكن لم يكن هنا صباحاً لأنشغاله، ملامحه لا تختلف كثيراً عنهم فهو يشبه والده لا والدته كشقيقته... شعر بني مائل للذهبي.. عينان زيتونية، ذقن محددة خفيفة... جسد رياضي... ملامحه جادة اغلب الوقت... لكن شخصيته تختلف فهو مرح... حسناً قليلاً فقط

اما على الجانب الأيمن كان" البرت" و "آرثر" و الكرسي الفارغ ظننته ل "كاسيوس" ولكن وجدته يجلس على رأس الطاولة من الناحية المقابلة لجدها.... غريبة لما ليس ابيه.... لم تلقي بالاً وحلست بجانب "آرثر"... الصمت يخيم المكان لتتمعن هي بذكرياتها اكثر

Flash back

فتحت عينيها الزيتونية تنظر ببطئ حولها لا تتذكر اي شيئ سوى انها خُدرت من قبل مجهول ثم لا تتذكر... نظرت بجانبها لتجد "كاسيوس" يجلس  ممسك بكف يدها يعطيها نظرات مطمأنة... ليهجم عليها اخر مشهد رأته.... والدتها...صوت رصاص... المجهول الذي اطلق عليها.. خائنة...
لم  تقوى شيئ سوى البكاء... بكت بحرقة... وهي تتذكر جسد والدتها وهو يهوى على الأرض... والدماء تغطي ردائها الأبيض... لتبدأ بالحركة بعشوائية والصراخ بألم.... ولم تشعر سوى بالجسد الذي ضمها اليه يحاول ردعها...  فشددت على قميصه تعيد تلك الذكرى وتبكي اكثر

هو يشعر بها فهو ذاق مرارة فقدام الأم قبلها ولكن الفرق بينهم انه لم يكن معه من يضمه او يراه عندما بكى...ببساطة لأنه لم يبكي...كان لديه شقيقه عليه الأعتناء به فهو يتحمل المسؤولية منذ الصغر كأكبر حفيد للعائلة... لذا هو بقى بجانبها ليستقبل صدمتها ويكون الشخص التي تلقي عليه احزانها.... "أثينا" لها مَعَزة كبيرة عِنده.... توقفت عن البكاء بعد فترة طويلة... لتحدثه بتوسل بين شهقاتها
"ارجوك خذني لها اريد ان آراها قبل ان تدفن"
ألمه قلبه على حالها... كيف سيخبرها... ولكن امسك يديها وهو ينظر لعينيها بنظرة لم تفهمها ثم نبث دفعة واحدة
"أثينا بعد وفاة امي مارجرت ... دخلتِ بغيبوبة.. استمرت لعام كامل... لقد دُفِنَت منذ عام... أشعر بكِ أرجوكِ تماسكِ عزيزتي"
نظرت له بصدمة... عام... اهي نائمة منذ عام... لم تجد سوى ان تبكي مرة اخرى ولكن كانت تحدثه بنبرة منكسرة
"لم ارها.... لم اودعها... كنت اريد عناق اخير... كيف ذهبت... لم اودعها"
عيناه ترقرقت بالدموع فحالها مثله... أمه ماتت وهي تلد شقيقه ودفنوها دون ان يعلم... لقد كان منتظرها ان تأتي له بأخيه الذي انتظره لتسعة اشهر.... ولكن اتى شقيقه ولم تأتي هي... ذهبت للأبد ولم يودعها هو الآخر لم يحتضنها ولو للمرة الأخيرة... كان بالخامسة من عمره وهو يرى "مارجرت" زوجة عمه تربيه هو و اخيه و "أثينا" سوياً، تحمل مسؤولية اخيه منذ عامه الخامس فقط....ظل يربت على شعرها علها تهدأ؛ موتها لم يكن هين عليه هو الآخر فهو قد فقد امه للمرة الثانية
"لقد كانت امي ايضاً أثينا... لا تحزنيها وتبكي... ارجوكِ"
كلامه لم يريحها بأي شيئ.... كيف فرطوا بها... هي كانت طيبة لم تفعل لهم شيئ هي متأكدة... كيف فعلوا بها هكذا، شهقاتها تعلو وتعلو... عقلها يستمر بعرض مشهد موتها مسبب ألمها اكثر

آل دوسوفوني|| Al Dosophoneحيث تعيش القصص. اكتشف الآن