الفصل الأول
(أربعة أوجه)
بينما كنت صافنَة في ورق الحائط أقلب ناظريّ فيه وكأني أراه لأول مرة حيث لا يعلم سوانا أنه مجرد سطح أملس أعكس فيه ما يجول بخاطري من هموم وبين الفينة والأخرى أمسك قلمي بعد طقطقة الأصابع لأكتب جملة أو اثنتين مما لا شك أنهما لن تنالا يوما رضاي أو إعجابي...كانت الغرفة قليلة الإضاءة. مصباح مصفرّ نوره يشع وينطفئ بعد ثوان. وفي انطفائه ما يجعل عينيّ محاصرتان بضباب كثيف كحصار العدو لفلسطين وكحصار النمل لفتات خبز بجانب حذاء لامع..
ووسط كل هذا الإرهاق الذي لم أجد له سببا أرتمي بجسمي من الكرسي على الأرض الباردة حتى أشفى بتجمد الدماء في العروق .فأجد مرآة أمامي لأبصر خيالا أكاد اعرفه لو لا ما حاصرت سحابة الضباب به مقلتاي..
ودون سابق إنذار وسط تلك الغرفة المغلقة.يتسرب غاز يبدو أن مصدره المصباح المحترق. لقد فات الأوان كان وهني أشد من أن أقف على رجليّ أو أن أستوعب مايحصل .فأخذت غفوة قصيرة فاقدة الوعي...
رائحة زكية جذبت انفي المحمرّ من الارتطام .وبسرعة تلاشت رائحة الغاز . عيناي لم أتمكن من فتحهما بعد .صوت عال لم أفهم منه شيئ ..
-قفي! لم أنت جالسة على الأرض كالخرقاء؟ ولم وجهك يبدو شاحبا شحوب الجثث؟سألني رجل في منتصف العمر .شعر اسود فاحم كسواد ليلة دون بدر .وعينان زرقاوان تزينهما خضرة لم أرى لهما مثيل.
وبفضل صراخ ذاك الرجل المتكرر أفقت من هذايني وزالت سحابة الضباب .وأول ما انتبهت إليه كانت ثيابي مغطاة بالرمال ربما كان ذلك أفضل خصوصا بعدما تذكرت أنني كنت في غرفتي بملابس نوم إضافة أني عرفت من ملابس الرجل أنني في عصر غير عصري وربما مكان غير بلدي وقبل أن اتعمد الغرق وسط الرمال بثوان نزع الكهل معطفه الطويل ووضعه جانبي وابتسم وقال
-لابأس عليك يا إبنتي يبدو أنك غريبة عن هنا.
-أجل يا سيدي لست من هنا شكرا على مساعدتك .
-لا شكر على واجب ما اسمك أيتها الشابة.
صمتت لدقيقه ثم أجبت
-زمرده اسمي زمرده
كان اسمي مختلفا تماما لكني لم أشأ أن أخوض مغامرة باسم عاش في حقبة تجمد الأحداث وعقارب الساعات.
-جميل .اسم جميل .لقد حالفك الحظ أنا من حراس تلك القرية القريبة واسمي سعد . ذاك السور المزين بالبنفسج وتلك البيوت التي تطل نسائها متلحفات من النوافذ هناك قريتي . يبدو أنك حظيت بانتباه شديد .هيا عليّ ايصالك قبل غروب الشمس وحضور دوري في التناوب على الحراسة الليلية.
-إلى أين؟
-إلى منزلي لن أكون هناك ليلا فقط بناتي ستتعرفين عليهن.
واتبعته في صمت أحث قدمي على السير بأسرع ما يمكنني كي لا تصل الشمس قبلي وتغيب عني وتتركني وسط الظلام في شارع غريب.
4.أوقفني أمام منزل صغير بطابقين كان في غاية الجمال
جميل بالنسبة لفتاة لم ترى سوى بنايات متماثلة في الشكل. كنت أتأمل تفاصيله من شجيرات وورود غلبت الزرقاء والصفراء منها على تلك اللوحة الفنية .كنت أشعر بسعادة عارمة في ذلك المشهد حتى أنني لم أنتبه لأصوات فتيات
كن يصحن
-وصل أبي وصل..
_هل أعددت العشاء ياحور..
_ثم رأيت فتاة صغيرة نقول ان عمرها سبع سنوات ذات ملامح بريئة شعر بني عيون كعيون أبيها . كانت كالدمية تماما ترتدي ثوبا ورديا عليه تفاصيل حمراء تركض ناحيتنا تمد يديها لتحظن أباها ثم تنتبه لوجودي فتتسمر في مكانها وكأنها ترى شبحا ثم تسقط باكية دون حراك فيركض الأب قائلا:
-مابك يا حبقة مابك تبكين
-ااااه ااان ل ق د قااالت جارتنا سندس أنننك ستجلب ماما جديدة عاجلا أم آجلا هااااااهي... لا أريد ماما غير أميييي.. .
أنت تقرأ
نبض الزمرد/ Emerald Pulse
Fantasyفتاة ذات 17عاما تغفو بعد أن تقع أرضا في غرفتها لتعيش من بعد تلك السقطة أياما عصيبة وأحداثا غريبة تعلم من خلالها أن لها هدفا لتسعى خلفه و أصدقاء على إستعداد للتضحية في سبيل ذاك الهدف المنشود. .