الفصل الرابع عشر
(القلاده)
وفي تلك الأثناء أنهى عاصم مهمته وعقد التحالف بين جيش امراردو المستقبلي وبين قبائل الغرب
وحينها انطلق نحو ارض الساحرات بحماس ليطمإن على حوى ويشرعان في الخطوة القادمة من الخطة سويا ولكن بعد ان تنكر ودخل القلعة كحارس فإنه وجد بعد جهد جهيد حوى في احدى زنزانات القلعة داخل قفص حديدي شبيها بأقفاص الحيوانات ثيابها قد اتسخت ووجهها قد فقد نظارته وعيناها البلوريتان قد اكتسحتهما غيمة سوداء تشي بكم فضيع من الأمطار التي جفت بعدها المدامع وتيبست الوجنتان كأرض فاض عليها الماء فأغرقها ثم وما فتأت تبتلعه في جوفها حتى امتلأت ولم تقدر على اخراج ما ابتلعت...
بين يديها جثة تكاد تجزم انها طفلة ولكن لشدة بشاعتها فانك تأبى التصديق وتكتفي بكونها جثة حيوان ميت بحريق او حادث او ما شابه..
سعق عاصم من المشهد ولكن لعلمه بخطورة الموقف فانه لم يتردد ان يطلب من حوى التظاهر بالموت وخرج بها في ذلك القفص بكل ثقة مستعدا للتمثيل على كل من اعترض طريقه وواضعا يده على خنجره
في غمده لحاللات الطوارئ ولكن حين خرجا بسلام سأل عن الجثة التي معها فأعلمته بما جرى والعبرات تفيض دون توقف.كان من الصعب عليها ان تكتم حزنها ولكنها لم تجد الفرصة في التعبير عنه في ظل تعذيب الساحرات المتواصل.فاكتفت بالصمت.
والآن بينما هي تسرد القصة اذ بعاصم ينزل رأسه في نوع من الأسف على الفقيدة التي جاؤوا راغبين وآملين انقاذها وخرجوا من العالم وقد دفنوها في تل بعيد فليس بامكانهم لا ماديا ولا نفسيا حملها معهم .
وفي تلك الليلة التي ناما فيها جنب التل بعد ان داهمهم الغروب رأت حوى حلما يخاطبها فيه أبوها سعد قائلا:
الحب والحرب يا عزيزتي كالماء على الجمر يطفأ كلاهما الآخر..تمسكي بحبك لعله يطفأ الحرب..ولا تحزني على خسارتك فهي تضحية لمواصة السير .واستمري في التقدم نحو الأمام بكامل ارادتك..
كان عاصم يحاول جاهدا تخفيف الألم عن حوى لكن دون جدوى هي الآن تلقي اللوم على نفسها وتحملها فوق طاقتها ترفض الأكل والشرب تصوم ليل نهار تريد ان تكفر عن الذنب الذي اقترفته .هاهي ترتدي قلادة حبقة .تلك القلادة متوارثة لكنها لا تعلم قصتها ولكننا نعلم .تلك القلادة تعود لنغم ملكة العروش الأربع اهداها لها زوجها كهرمان حين كانت مجرد جارية وجدها الحراس فوق حفرة العوالم الشهيرة ولأنها كانت غريبة فلم تجد احد يدافع عنها فأخذت للقصر غصبا ومع الوقت ملكت قلب كهرمان ملك ارض الجنيات والتي احتل شعبها مع مرور الزمن ارض الكوتاكو وارض الساحرات واراضي الشمال اي اراضي الزمن والغرب اراضي مصاصي الدماء الحقيقية اي الممالك لا القوافي .
ولكن لم تكن لكهرمان اي سلطة على عالم البشر ولم يكن يعلم عنهم سوى القليل غير ان فتاة منهم قد اسرت قلبه.وانجبت منه الماس وحنان الأولى قد اعمتها السلطة حين علمت ان لا حق لامها حسب القانون بأي من تلك الثروات. والثانية قد افهمتخها امها منذ ان ولدت دورها في هذه الحياة.انجاب الأوجه الأربع والزمرد ومن ثم سيتكفل القدر بالباقي.فهاهي الأوجه تخسر أصغرها لتكتمل بذلك الصورة التي رسمت لنغم في أحلامها.
هزل جسم حوى وشحب لونها لقد تعبت لم تتعود بعد على خسارة ابيها وهاهي تفقد اختها الصغرى في حادث أليم لعل دعم عاصم يساندها ولكن الأمر ليس هين اطلاقا..
اخذ رفيقها يروي لها عند مبيتهما في التل اسبوعا عن مغامراته في البحر يحاول التخفيف عنها وهي كانت تبتسم ابتسامة طفيفة تداري بها عدم اهتمامها ...
كانت تطبخ نفس الحساء كل ليلة دون وعي منها كان طعمه فضيعا مثل مزاجها ولكن عاصم لم ينطق ببنت حرف كان يحبها حبا جما ومستعد ان يقف الى جانبها لو استمر في ذالك الى الأبد لقد عاش يتيما بلا اب او ام بنى ذاته بذاته ولم يعر طعم الحنان قط وهاهي سيدة العطف تأتيه حاملة مشعل الحب فحتى لو سُكب الماء على المشعل والتفت حوله المصاعب لن يتوانى هو هلى الصبر وإعادة اشعاله.عاصم ذا خلق طيب وحوى كذلك ولكنهما لم ينشآ ابدا في بئة سليمة ...
كانت حوى تبدو للناظر انها كأخواتها شديدة التضررمن ذلك فبينما كان الجميع يرى حبقة بكماء وحور بلا مشاعر وحورية بلا أخلاق كانوا يرونها بلا عقل ولكنهم لايدركون الجوانب الخفية من تلك الشخصيات الغريبة .كانت الأربع فتيات في الواقع غير محبوبات سوى من فيئات قليلة مختلفة كانت حبقة رحمها الله مكروهة من من هم في سنها لكونها غريبة الأطوار ولكنها كانت مدللة من امهات القرية ليس لشيئ غير شفقتهن على حالها ..كانت حوى مكروهة من امهات القرية لتدليلها لأبنائهم حتى صاروا يحبونها أكثر منهن اما حورية فكانت لشدة فتنتها تثير إعجاب الذكور في كل الاعمار ولذلك كرهتها الإناث من كل الأعمار .حور كرهها كل من يدعي انه صاحب عقل وحكمة واحبها كل من وجدت له حلا في مصيبته ...وهكذا نتطرق كذلك لشخصية زمرده التي بقيت الى الآن موضع تساؤل في الواقع بطلتنا لا تزال تبحث عن ذاتها في رحلة نحو العوالم وقد وجدت الأربع اوجه لها ولكنها الآن فقدت البرائة فهل ستبقى على ماهي عليه منذ موت حبقة؟
أنت تقرأ
نبض الزمرد/ Emerald Pulse
Fantasyفتاة ذات 17عاما تغفو بعد أن تقع أرضا في غرفتها لتعيش من بعد تلك السقطة أياما عصيبة وأحداثا غريبة تعلم من خلالها أن لها هدفا لتسعى خلفه و أصدقاء على إستعداد للتضحية في سبيل ذاك الهدف المنشود. .