تائهة

34 6 0
                                    

الفصل الخامس عشر
(مصاص دماء وسيدة)
اخذت امراردو في الإتجاه نحو الشمال . لم تكن تعلم عن سكانهم سوى القليل. قبائل هاجرو من عالم الزمن بقدرات خارقة ليستوطنوا الأراضي الشمالية لعالم الجنيات.
كانت تعلم كذلك من عقيق ان جدتها قد زارتهم لاجئة وطالبة العون من قبل فلعلها تستفيد هي الأخرى منهم شيئا بينما ينهي البقية مهامهم.ولكن أثناء رحلتها في عربة مليئة بالركاب تدهورت صحتها وشعرت بالدوار وتقيأت فوق ملابس رفيقتها في المقعد مما جعل العربة تتركها وشأنها وحيرتها وسط تلك الأراضي التي لا تعلم عنها شيئا .في الواقع لم يكن من الغريب أن تزامن موت حبقة مع تقيإ زمرده .ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه الى حوادث أغرب.
قبل ركوب العربة فقدت ذكرياتها معها شيئا فشيئا وفقدت الكثير من الروح البريئة التي كانت تسكنها لم تكن لتعلم بموتها بعد ولكن تأثير الفاجعة سرى مفعوله مبكرا دون سابق إنذار ولا إعلام.
لا تنام الليل الذي لا تجد فيه مضجعا لإسكان عينيها .تفقد توازنها أثناء ركوب الحصان فتسقط من فوقه وينزف رأسها دما فيتلطخ الوشاح والملبس القديم بهويهرب الحصان راكضا باحثا عن النجدة فلا يجدها...
وتلم هي محتويات السلة التي لا تزال معها غير انها غيرتها بكيس قماشي خشن .سكبت ما فيه من أغراض وإذ بها تجد غطاء السلة المطرز بيدي حور وسكين حورية.
لا توجد لا قلادة ولا دمية كلاهما قد رحلا برفقة حبقة والتي لا تعلم بطلتنا عن مصيرها شيئا.لم تنسها ولكن ذاكرتها بأكملها قد تعرضت للتلف . عادت بها الى حالها حين رأت سعد في الصحراء ..
في وسط تلك الصحراء .في ليلة لا تعرف للنجوم أو للقمر أثرا .شديدة الظلام .إستلقت إمراردو على الرمال وفي جعبتها عدة تساؤلات .ماهذا المكان ؟وماهذه الأغراض؟ ولماذا ثيابي رديئة وغريبة ومتسخة؟وأثناء ذاك الوابل من التفكير نامت وحلمت بسيدة فائقة الجمال شعرها كستنائي بالكاد ملفوف بوشاح مؤلوف لزمردة هو الذي إرتدته حين دلفت منزل سعد ذاك الأسود المزين بأربع بتلات زمردية والذي يرمز للكثير والكثير. عيناها عينا زمرده بعد إكتسابها القوة غير انها تحتهما تملك الكثير من النمش عكس الأخرى التي لم تملك منه شيئا وثيابها سوداء وكأنه كانت تحضر جنازة ما في عالم آخر .شكلها وهيئتها يخفيان الكثير من الأسرار ويرسلان رسائل مشفرة لعقل زمرده الباطني لم تتكلم تبك السيده لكن زمرده شعرت بأنها تتوسل إليها للنهوض والبحث عن شخص او شيئ ما وإنتها الحلم بإنهيار الدمع من تحت جفونها .فإستيقظت لتجد شابا امامها . شعر اسود فاحم كسواد ليلة دون بدر .وعينان زرقاوان تزينهما خضرة كأحجار كريمة ذات لمعان ليس له مثيل.سعد! انها المواصفات الخلقية لسعد! ..
لكنه يبدو أصغر سنا فلم يشب شعره بعد ولم تزين وجهه أي تجاعيد حكمة . الابتسامة غريبة نوعا ما فهي اكثر شيئ قد يظع حدا لتطابق الشكل ابتسامته لم تكن وديعة حكيمة تبرز اسنانا بيضاء بل كانت ابتسامة متحمسة تبرز انياب خفافيش وحين مد لها يده لتقف لاحظت المذعورة ان أظافره كانت شديدة الطول وحمراء كالدم وليست ابدا بعادية كان يبدو للناظر مخلوقا غير بشري مصاص دماء ربما .لماذا يشبه سعد لهذا الحد؟ومن تلك السيدة المتوسلة؟

نبض الزمرد/ Emerald Pulse حيث تعيش القصص. اكتشف الآن