مصاص الدماء

26 5 0
                                    

الفصل السادس عشر
(العالم الرابع)
اقترب ذاك الغريب منها...كانت. تتذكر جيّدا سعد  فلقاؤه هو آخر ما تتذكره لقد أثّر موت حبقة على ذاكرتها تأثيرا مفجعا..
لذلك استغربت التشابه الواضح بين الرجليين
لا تزال  في حالة ذهول  صامت بينما يرمقها بنظرات متعجبة ويحني رأسه ثم يقف ويتكرر مشهد الصحراء ذاك لكن بطريقة مختلفة فلم يظع لها معطفه كما فعل بل حين لم تضع كفها على كفه لتقف تركها ورحل وهو يصفّر بصوت مزعج ونغمة مستفزه ويقول دون ان يلتفت :
_لا يهمني من أنت ولكن لحمك سيستسيغه قطيع الذئاب الكامن على ذاك الجبل الثلجي.
_لم يكن أبوك جحودا يا ابن سعد ! فلماذا هذه النبرة القاسية في صوتك؟
هي لا تدري ولا تدرك ما قالته ولكنها لفرط ازعاجه فإنها تكهنت بأنه ابن سعد فقط بتلك البساطة لتجذب انتباهه حتى لو كان تكهنها خاطئ وكل هذا فقط لتخرج من مصيبتها.
_اوه اوه لدينا  متهورة هنا لا تلعبي معي دور الذكية فانا لن اغفر لك ان أستفزيتني هان؟
ورماها بنظرات تهديد ثم قال في استسلام
هيا اتبعيني يبدو اني سأتسلى حتى اصل الى وجهتي .
_وما وجهتك ؟
_وما دخلك يا متطفله؟
_بالطبع الأمر يخصني .فهل سأثق بشخص للتو التقيت به؟
_لكن يبدو انك التقيت أبي. ثم وهل لك بحل ثان؟
استغربت ان الحظ حالفها وانه فعلا ابن سعد ولكنها لم ترد ان تجاهره بما تخفي كي لا يعرف انها تلهو وحسب .
_نعم التقيت به ..وقد مات..
_وأخيرا ..لقد انتظرت طويلا حتى يفنى ذلك العجوز الهرم ..
_يا لك من ولد عاق
-قولي ما تشائين.. مادمت تجهلين الحقائق.
-حسنا إلى أين؟
-الى أرضي  ...ارض مصاصي الدماء .
_ماذا؟
_وسنمتص دمك قطرة قطرة وفي ما يشبه التخويف انقض عليها بأظافره وانيابه ثم عاد إلى الوراء متهكما ساخرا من رعبها
فعبس وجهها ولكنه لم يهتم  في البدئ وبعد نصف ساعة من المشي تقريبا هدّأ روعها وخيالها الجامح قائلا:
_لا تخافي لقد اقسمت ان أحميك ولن ارمي بقسمي عرض الحائط ..أبي المزعج اوصاني بحماية فتاة في مثل مواصفاتك برسالة أرسلها اظن انها كانت آخر ما يكتب في حياته.
_ماهي المواصفات؟
_عيون زمردية ترى فيهما مالا تراه بالعين المجرده.
_ترى البكتيريا مثلا؟
فإستدار بنظرات جدية ثاقبة وبسمة ابرزت الأنياب
_ترى الزمان والمكان والماضي  الحاضر والمستقبل ترى أربع عوالم يظمهم الخامس بين أحظانه ترى طيب القلوب وسوادها ترى شروق الشمس وزوالها ترى فيهما ملكة عصنا  وتبصر فيهما الراحلة نغم "الجارية العاصية"وترى فيهما زمرده وامراردو وترى كذلك أطيافا متعددة للجرئة والحنان والذكاء وطيف برائة يتلاشى وترى فيهما اسما يكاد يظهر ولكني لا أعلم لماذا لا أقدر على نطقه
_ليس الآن موعد الكشف عنه  لم يحن بعد
دعه للأيام
_أوامرك  مطاعة ملكتي
_كيف علمت كل ماقلت
_عظظتك
_ ماذا أين متى؟
_في العنق اين يمكن لي عظك مثلا؟!
_يا لجرئتك عظظتني فوق الوشاح ام نزعته يا ترى؟
_كل همك ذاك الوشاح البالي .امزح معك عند دخول اي  شخص لعالمي تصبح عيناه مرآة جوفه لذلك خذي معي هذه النظّارات  ولا تخبري احدا بهذا السر الخطير فالكل يظننا نخاف أشعة الشمس ولا يعلمون حقيقة الأمر
_رأيت حلمي إذن؟
_غبية.!كيف لي ان اراه وعيناك مغمضه
_انت تمازحني اليس كذلك كنت أشعر بشخص ثالث في الحلم
_ في الواقع سمحت لي عيونك التي يتعدى وهجها الأخضر  الجفون ان أتسلل اليها ولكن ليس بالكامل. جدتك نغم هناك تحدث عنها ابي كثيرا واعلمنا بالكثير..
_ذكّرني ارجوك ! لأن ذكرياتي تلفت
_لن يفييدك التذكير وحده الآن وصلنا إسمحي لي سأتظاهر بانني خطفتك لغرض قذر كي لا يشك احد في هويتك
_انا التي بدأت تشك في حسن  نيتك
وبدأت الخطة تنفذ لخداع الحراس فكيف سيؤول اليه الأمر ؟وما إسم هذا الشاب وما قصته؟
.
 
























































نبض الزمرد/ Emerald Pulse حيث تعيش القصص. اكتشف الآن