تتصبب عرقا يعتصرها مخدعها كما لوكان كفنا تحت التراب .تشعر وكأن ملك الموت يمسك عنقها ويحبس أنفاسها واضعا كلتا يديه على فمها . أزالت اللحاف أعادته إستدارت يمنة ثم يسرة ولم ينفع من ذلك شيئ الحمى تتصاعد .تلهث تتمتم ثم تصرخ..
يطرق حارساها الباب لا مجيب تركض حورية بأسرع ما يمكنها وشاحها البنفسجي المعتاد موضوع باهمال على رأسها يخفي ما أمكنه من ثياب نومها . لتجد الحارسان الملثمان يمنعان دماء من الدخول:
_تنحى جانبا الملكة تصرخ وانت تمنعني من الدخول؟هل جننت؟
_آسف لم نأخذ الإذن منها ثم... من أنت حتى تثير كل هذه الجلبة؟
سارت حورية نحو الحارسان أبعدت دماء بخفة ثم أخرجت من تحت الثياب الخنجر المربوط في خاصرتها وأجهرته في وجه حارس منهما بينما يدها تشير للثاني بالتزام الصمت.
_صدقني لن تسعد الملكة حين تعلم بما فعلتماه .وإن كنتما على خلاف مع مستشارها فأعلماها لاحقا . أم أن الجبن استفحل بكليكما؟
_سيدتي أنه يريد الدخول غصبا . وإن كان مستشارها فماذا يعني ذلك؟ ليس له الحق في الدخول على الملكة هكذا؟
أبعدتهما وولجت الغرفة لتجدها جالسة على سريرها تعبث بأطراف وشاحها الليلكي. جلست حذوها ثم نادت لدماء وحدجت الحارسان بنظرات تحذيرية فتركا الباب وابتعدا قليلا عدلت حورية لها الوشاح إجلستها جيدا على السرير بينما دماء يحمحم باستمرار معلنا الدخول.
_كم ستظل هكذا من الوقت يا رجل؟ الفتاة ليست بعارية لتنتصب كالتمثال واقفا ! وضعنا الوشاح وانتهى الأمر .
إبتسمت زمرد في إعياء. وجهها كان شاحبا أشدّ الشحوب وكأن الحياة فارقتها. اقترب ووجه أسئلته بجدية.
_زمرد ماذا يحدث معك؟ مالذي دهاك؟
_كالعادة نوبة مفاجئة سأكون بخير.
_إصدقيني القول هل تقومين بشيئ دون علمنا؟
_هي بعض أضغاث أحلام.. ربما رسائل من جدتي...
_ تلك العجوز لن تتركك وشأنك.
_انا لا مانع عندي بل وبالعكس مهما كان هذا الطريق شائكا فأنا أستمتع برفقتكم و لكن أنتم.. أنتم صدقوني لن تصمدوا.. أكاد أجزم أن المصائب ستتوالى عليكم الواحد تلو الآخر ستضرب بصواعقها عاجلا أم ٱجلا...
_ عن من كان الحلم هذه الليلة؟
رفعت عيناها نحو حورية التي لم تلبث إتسعت عيناها وإستقامت في جلستها ثم همت المتابعة ببرود.
_ لا أظن أن الحلم كان عني إذن..
تنهدت ثم رفعت رأسها بإبتسامة متصنعة وأردفت
_إذن ماذا كانت تفعل ستارة الحمام تلك في حلمك آنسة إمراردو ؟
_ليس هو تحديدا . كان يبدو هو لكن اكبر قليلا مع شيب في شعره وبوادر تجاعيد وختام كهولة كان يبتسم ينظر تجاهي ويبتسم و يخاطب جدتي كأني هي
***
لقد لقنته ما أمرت يا نغم إبني جندي تحت إمرتها كسائر الجنود ولكن رجائي لك أنا ألكسندر زوج إبنتك أن رفقا بقلبه فهو رقيق كأبيه عنيد كأمه قل لحفيدتك التي حدثتني عنها أن ترأف بحاله فهو صلب كالجبل هش كالقش اعلم انه سيتحمل الكثير لأجلها وذلك واجبه وربما أصبح مجرما ليلحق خيالها ويفعل ما أمر . أمه تظن انها المنتصرة ستندم ذات يوم ولكني لن افعل لاني لم اتردد في تقديم العون . ستستردين حقك يوما ما ولن يكون ذلك على احبابك وجنودك بعسير غير أني أعلم ماتنوينه.
***
_تلك العجوز اللقيطة . اني حتما عاجزة على فهم نواياها.
_ نوايا جدتي واضحة وضوح الشمس
_تنوي فعل أي شيئ من أجل أن تضع مؤخرتها على كرسي الحكم. قال دماء مفسرا
_ أبدا ! نغم ميتة فعلا وهظامها مبعثرة هنا وهناك في أرض العدو وعلينا الوصول اليها سترقد في سلام ان فعلناها يعني انها لن تتمكن من الجلوس ابدا على العرش. تريد مني الجلوس عليه عوضا عنها ولكنها في الآن ذاته لا تأبه لأرواحنا وبل تريد القضاء علينا حسب تفسيرك لأحلامي .
_ونحن كما سبق وقلنا لك عزيزتي لا رغبة لنا غير الموت فدائك.
_دماء انت حقا تثير ريبتي ماذا فعلت للحراس حتى يعاملوك بهذا الحقد ثم ما هذه الرومانسية التي تعامل بها ملكتك ماذا تخفي يا غر؟
_ذلك سر... أليس كذلك ملكتي..
_هو كذلك... الآن علي بالإستيقاظ لم يعد امامنا الكثير
_كنت اريد ان ارغمك على الراحة ولكن لم يعد هناك وقت.
_إلى العمل إذن أختاه!
_إلى العمل يا مهوسة الستائر ويا مستشاري الرومانسي!
***
_صباح الخير ميراندا.
_صباح الخير . تعالي وتثبتي من الملح في الطعام
_الرائحة حقا شهية امممم جيد جدا ضيفي بعض البقدونس سيمنحها لونا جميلا.
_هكذا؟
_أجل بالظبط هل أنهيت أحتاج من يحمل معي المائدة إلى الباحة أين كنا أمس .
_إذهبي يا حرباء سأعد أنا الباقي
_ عاصم هل أنت جاد
_حورية لا تمازحيني قدراتي في الطهي تفوق زوجتي العزيزة وتلك الحرباء الصفراء
_إذن لا تنسى غسل الصحون زوج أختي العزيز
_مزعجة!
إبتسمت ميراندا ولحقت حورية وبينما هما يعملان على إنزال المائدة إذ بميراندا تصرخ . لقد كانت جثة الجاسوس جيف تعيق وضع الطاولة فأرعبت الفتاة حينها ضربت حورية كفا بكف كأنها تتحسر على نسيانها دفنه أمس تكفل الملثمان بدفنه . ثم جلس الجميع إلى الطاولة. كان الإفطار شهيا وأعجب الكل بمهارة عاصم المفاجئة لم يتوقعوا انه يجيد شيئا في الطبخ غير شيّ السمك الذي كان يصطاده حين كان سكنهم قرب النهر. قررت زمردة في مشهد كوميدي تعينه طباخ المملكة .
***
كهرمان والصولجان"
" الملك خطيئة للمرئ"
"البتلات الأربع"
"العالم الخامس"
كانت امراردو في فستان أسود الذي يشير لرسمية الإجتماع ووشاحها الليلكي الملتف بعناية تقلب مجلدات وتقرأ بصوت عال هذه العناوين ثم تقول :
هذه كتب أرسلتها حور من القاعدة الثانية وصلتني قرأتها أثناء جلوسي في قصر دماء الفترة الماضية جاءت معها صورة.
ثم مدت الصورة ليراها كل من الحاضرين وهم دماء، حورية و عاصم.
وأكملت :
كما ترون هذا والد عقيق ألكسندر كما كتب خلف الصورة وزوجه ألماس وإبنهما وعلى ما يبدو أنه كاتب هذه المجلدات والتي ماهي إلا شيفرات ورسائل لمزيد من التوضيح معلومات عن ماجرى وما هو جار الآن. هو صاحب المكان الذي يقيم فيه عمر وحور ووردة والذي هو القاعدة الثانية الآن. أمرت الخطاطين بإعادة كتابتها ثم أرسلت نسخة لعقيق و أخريات لكم لتقرؤوها .
_ سيدتي. هل يوجد فيها من جديد مقارنة بما تحلمين به وما تعلمينه.
_صدقا لا أدري أشعر أني أعلم عن كل ما قرأت فيها ولكن لا بد من فائدة ما قد حصلت من قرائتها.
_انها كتب للتاريخ. لو كان عقيق مكاني لقال ذلك انها تستهدف من بعدنا وليس نحن فقط
_ إذن علينا كتابة مجلد عن ما سيجري لاحقا. فطنة صرت يا حورية جيّد جيّد جدا ..
_ إذن لو سمحت لي سيدتي بتنفيذ الخطوة التالية
_ أجل عاصم هي لك أوصل إبنتك وامها للقاعدة رقم إثنان وإحرص على تذكير البقية بأدوارهم وخاصة إبق سالما فنحن نحتاجك هناك حين تشتعل الحرب .
_سمعا وطاعة لك ذلك
_إذن حان الوقت يا مستشاري العزيز
_ قد حان الوقت أميرتي ذات الوشاح الليلكي .***
من الملكة إمراردو
إلى قائد الجيوش عقيق
بدئ الأمر أرغب في شكرك جزيل الشكر والجنود على مجهوداتكم. وصلني أنهم قد حاصروا أرض العدو من كل الجهات والآن أرفع معك وبك وبفضلك راية الحرب على المنظمة والممالك المغتصبة لأراضي أجدادي وآمرك والجند بشن الهجوم الأخير.
وآخر كلامي أن أبلغك تهديدات أختي العزيزة بالقتل وربما نهشها لكبدك العزيز إن عدت لنا بلا رأس .
خالص إحترامي وتقديري
ملكتك المتحمسة لدك العدو...
أنت تقرأ
نبض الزمرد/ Emerald Pulse
Fantasyفتاة ذات 17عاما تغفو بعد أن تقع أرضا في غرفتها لتعيش من بعد تلك السقطة أياما عصيبة وأحداثا غريبة تعلم من خلالها أن لها هدفا لتسعى خلفه و أصدقاء على إستعداد للتضحية في سبيل ذاك الهدف المنشود. .