الفصل السابع
(مصير مرتبط-قوى خارقة)
.حور
قبل أسبوعين ..
اتخذت من مكتبة القصر غرفة لي وذلك بعد أن لاحظ الملك ترددي عليها ورفضي لالعودة لغرفة النوم في ساعات الليل فأمر جنده وخدمه وخادماته أن يجهزو لي غرفة مريحة بين أرفف المكتبة حيث أتمتع بخصوصية فلاباب فيها سوى ثقب في السطح يرفعني للأعلى الأرفف كانت نسخة مكبرة لما كانت عليه مكتبة كوخنا . صراحة إستغربت شدة لطف الملك صقر معنا كان الأمر مريب منذ أن قتل الحارسين الذين أحضرانا انا وزمردة لكني لاحظت أنه يسهر بجانب غرفة زمردة الليل بطوله. كنت مشغولة في البحث عن الحقائق التي يخبؤها لنا القدر بين الكتب العتيقة التي بالمكتبة وفعلا وجدت الكثير ..
ولكن قبل ذلك فإنني اندهشت لفضاعة الوحش الذي طالما إختبأ داخل حورية لم تكن طويلة اللسان تلك مجرد مزعجة عديمة الحياء بل كانت في تلك الفترة الصعبة من أيامنا كمقاتلة حربية تحمي وطنها كانت تسهر لجانب زمردة طوال الليل مكشرة عن أنيابها لذلك الملك لقد رأى منا الكثير من الكره والخوف ولكن كان الأمر طبيعيا بعد أن أخطتفنا بالقوة فحتى لو كانت نواياه سوية لم يكن ينبغي له معاملتنا معاملة أسرى الحرب..
حدثت حادثة فضيعة في صباح اليوم الأخير قبل استيقاظ زمردة فرغم كرم الملك الذي ما انفك يثير خوفي فإن أحد جنوده دخل على حورية فجر اليوم في غفلة منها حين كانت تستعد للنوم بعد ليلة عصيبة من تبادل النظرات مع الملك الجالس أمام عتبة الباب يستعطفها لزيارة زمردة _والتي اكتشفت بعدها انها "إمرااردو ابنته وملكة "الكوتاكو المستقبلية _واراد بها سوءًا ولكنها لم تتردد في طعنه ومن ثم لف وشاحها وحمل سرتها والجري نحو البئر حيث غسلت ثيابها واستعدت للرحيل وهي تتمنى ان اتخذ مكانها في الحراسة من تصرفات الملك الغريبة -التي لم نفهمها لعدم معرفتنا بأن زمردة هي ابنته_وحين كانت تنوي دفن الجثة قبل بروز الشمس فإن الملك ناداها من أعلى شباك في القصر من شباك غرفته المطلي بالذهب حيث قال ساخرا وكأنه ينتقم من منعنا من الاطمئنان على إبنته:
_كنت أريد فقط معرفة ماذا عساك تفعلين بخنجرك ولكني خسرت اقوى الحراس الملكيين لدي .بماذا ستعوضينني إذن خرج عدد من الخدم وخرجت بعد نداء الملك لحورية وسمعت جوابا عجزت عن تجاوز نغمته:"تخليت عن أنوثتي في سبيل حماية شرفي وشرف أخوتي فهل لك أن تتخلى عن ألاعيبك حفاظا على مشاعر الآخرين وخاصة ماء وجهك لأن خنجري سيطعنك حين نلتقي مرة أخرى ..تذكر وعدي لك"
حينها إنهارت دموع حارة من القهر من مدامعها فإستدارت وواصلت حفر القبر لذلك المسكين الذي مات فداء لملك يحسب أن كل جسم الإنسان مجرد مادة أن لامكان للمشاعر جانب القوة أن الحب إمتلاك في الواقع سحر الكوتاكو الذي وقع عليه لم يمنحه مشاعر ليحب حنان بل سلبه الإنسانية ليحول حبه الخالص لها لإمتلاك متجرف ليجعل مننا مجرد وسائل للوفاء بالوعد وأنا ظننته لطيفا لإفتقاري لما لدى حورية من قوة استشعار الخطر كنت أظن ان توفيره للمؤوى والمشرب لنا كان لطفا بينما كان يسجننا ظنا منه بأن حنان طلبت منه ذلك ولأن إبنته الملكة المستقباية وحامية ملكه الوحيدة معنا وتحت حراستنا.
أمضيت أسبوعين بين الكتب وبجانب النائمة أحرسها الا أن علمت منها شخصيا أو من احلامها الناطقة ان صقر ذاك أبوها وان حنان امنا الخمسة وانها جنية لأن الملك غريب عن هنا بالفعل وأمها حنان ولدت هنا من أب وام جنيين فانها من عروق واصول مختلفة .
حنان فعلا ولدت فوق الحفرة أي أنها جنية ملكت العينان السحريتين البلوريتين بسبب أبويها أما زمردة فاكتسبتها متأخرة حين دلفنا الغابة لأن مصير قوتها كان متعلقا بمملكتها التي ولدت بقصرها فان الجني لا يستعمل قواه سوى في نطاق المملكة التي ولد بها .
الجني او الجنية هو المخلوق الذي يملك عينان مشعتان فطريا
أو بالإكتساب لسبب ما وعادة يكون هجينا بأصول مختلطة.
البشري: هو من لم يرزق بأي قوى ولكنه أتى عبر الحفرة أي أنه غريب أمه وأباه وأجداده لا يعلموا شيئا عن العوالم الأخرى
الوهم :هو من يعيش بالقرية أو بعالم سعد دون ان يعلم شيئا او ان يزور العوالم الأخرى وحتى انكاره لها يكفي
أدركت انني انا والفتيات-بنات سعد وحنان أوهام مثل أبينا لكننا قابلات لأن نكون جنيات لو ارتبط مصيرنا بجنية مثل زمردة وفعلا منذ أن ولدنا قد اقتسمنا المصير معها وحين انتقلنا معها- دون حوى- الى مملكتها اكتسبن القوى بالتدريج وانهارت حوى بمرض الذي انهارت به حنان لأن أمنا كذلك ارتبط مصيرها بشخص ما مجهول الى حد الساعة وخذلها ذالك الشخص أو مات لا أدري الا الآن شيئا عن ذلك فلازالت قصة حنان ضبابية وعلاقة مرضها بمرض حوى وسببهما ضبابي.
بدأت عيناي السوداويتين تكتسبان بريقا ثلجيا وزادت بشريتي بياضا فعرفت من الكتب انني أصبحت جنية جليد واحمرت عينا حورية مؤخرا وكذلك أظافرها و شعرها فعلمت انها جنية نار وحبقة ابيضّ شعرها من الجذور قليلا وانتقلت عيونها من الأزرق الي الرمادي فعلمت انها جنية رياح وزمردة طبعا بسبب لون عيونها الزمردي فهي ملكة مستقبلية فلا يرتبط مصير أحد من العامة الا بملك او أمير او صاحب دماء ملكية ويكون عادة لون عيونهم وأسمائهم التي يختلقونها بالصدفة عن وعي أو دونه أسماء أحجار كريمة أو مجوهرات .
حورية حاليا في الكوخ .. أتمنى ان يكون سبب تأخر حورية خيرا لا شر
أنت تقرأ
نبض الزمرد/ Emerald Pulse
Fantasyفتاة ذات 17عاما تغفو بعد أن تقع أرضا في غرفتها لتعيش من بعد تلك السقطة أياما عصيبة وأحداثا غريبة تعلم من خلالها أن لها هدفا لتسعى خلفه و أصدقاء على إستعداد للتضحية في سبيل ذاك الهدف المنشود. .
